لا تصدق أن هناك شيئاً ما مما يدور حولنا فى عالم السياسة يحدث مصادفة، فكل ما يحدث حولنا فى من انهيار وتفتيت لعدد ليس بقليل من الدول التى كانت ذات سيادة كاملة، وجغرافية واضحة وشعوب مستقلة، كان بخطط ممنهجة ومدروسة، وإن استخدمت فيها استراتيجية واحدة، وهى اللعب على وتر العرقية والأديان، وحتى ينفذ هادموا الأوطان مخططات تفكيك الدول لابد من ضرب عناصر الأمة فى مقتل لتبدأ اللعبة، لو كان هناك سنة وشيعة فى بلد ما، فإن فريقاً يجب أن يستقوى على الآخر، وتبدأ عناصر الفتنة فى إزكاء روح الكراهية بين الجانبين، ليتحول الشعب إلى فريقين يكره كل منهما الآخر، وخطوة وراء أخرى، تشتعل نيران الصراع بين أبناء الوطن الواحد، وتدخل البلاد فى حرب أهلية، تظهر بعدها عصا الاستعمار الغليظة، لتبدأ عملية تقسيم البلاد، التى كانت يوماً دولاً قوية مستقلة ذات سيادة، للتحول الى دويلات صغيرة متقوقعة تبحث عمن يحميها! الفكرة واحدة.. مع اختلاف المسميات، فى لبنان صراع طائفى أرهق البلاد وأهلها لسنوات، انتهى باجتياح أراضيها، فى اليمن الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، فى سوريا إذكاء روح الفتنة الآن بافتعال عمليات إجرامية باغتيال العلويين على أيدى مجموعة من المنتمين للمذهب السنى، وهكذا تدور الدوائر. وهنا.. يجب أن ننتبه إلى كل ما يدور داخل مصر من محاولات لافتعال أزمات مماثلة، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول إشعال فتنة طائفية بين مسلم ومسيحى خاصة فى المحافظات، التى تكمن فيها التيارات السلفية المتشددة، فلا صوت يجب أن يعلو فوق صوت الدولة، ولا سيف إلا سيف القانون.. حتى تظل مصر آمنة مستقرة، وكى لا نصبح يومًا مثل غيرنا من البلاد التى كانت، فأصبحت.