عدم الإساءة لسمعة مصر واجب وطني، وترديد شائعات على غير الحقيقة، يضر مصالحها، ولن تستمر مسيرة البلاد فى الإصلاح والنهضة، إلا إذا تسلح شعبها بالاستنارة والضمير والوعي، وتحرير العقول من الخرافات والأباطيل. تأتى الإساءة لسمعة مصر من الجماعة الإرهابية، التى شحذت كل أسلحة التآمر لتشويه كل ما يحدث من إنجازات، وتستثمر الدعاية الدينية واللعب فى عقول البسطاء لتحقيق أهدافها الخبيثة، بعد أن أطاح الشعب بأطماعهم فى 30 يونيو. يحتاج الأمر خطاباً دينياً يحترم الفكر المستنير المستمد من صحيح الإسلام ، وينشر الوسطية والمحبة والتراحم والتسامح، وتنقيح العقول من تيارات الجهل، والوصول للمستوى الذى يتواكب مع مقتضيات العصر. خطاب دينى يفصل بين الإسلام وتعاليمه الدينية الصحيحة وبين الأطماع السياسية التى تستهدف الوصول إلى الحكم مهما كان الثمن. فى رقبتنا - أيضاً - أن نحمى مصر من أهل الشر الذين يحملون السلاح ويهددون أمن المواطنين وحياتهم وأرواحهم، وجن جنونهم لأن مصر كسرت شوكتهم، وكشفت زيفهم وأكاذيبهم، وأن الجنة التى يعدون الناس بها، لن تكون أبداً بالقتل وإراقة الدماء والترويع، فلا يحبون الحياة ولا يريدون لهذا الشعب أن يعيش، ويتخلص من وباء الإرهاب اللعين. «التعايش السلمى» الهادئ من أهم مكونات الشعب المصرى، وفشل سعى بعض القوى المعادية فى إزكاء الصراع والتقاتل وليس الانسجام والتناغم، ولم يفهموا أن هذا البلد لا يقبل أن يتحمل ضريبة أطماعهم السياسية، فبادر بالتخلص منهم قبل أن يمزقوا نسيجه الوطنى. حسم المصريون منذ زمن علاقتهم بشركاء الوطن، وارتضوا أن تكون على قاعدة المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات، وباءت بالفشل كل محاولات إشعال الصراع الطائفى والانتقاص من حقوق الأقباط، وخاب السعى لافتعال معارك تشق وحدة الصف، وفوجئ أعداء الوطن أن مسلمى مصر هم أول المدافعين عن الأقباط، وأن الأقباط فى وقت المحنة لم يستقووا بالخارج، وإنما بأحضان الوطن، وأصبح العدو المشترك، هو من يحاول بث الفتن بين عنصرى الأمة. ثقافة مصر هى عصارة وعى أدبائها العظام الذين يتجاوز عددهم شعوب دول كثيرة، وعندنا أيضاً احتياطى الذهب، من الفنانين والمثقفين العظام.. فلسنا أمة مكفهرة ولا شعباً متجهماً. مصر .. شعبها يعشق بفطرته الأديان، وبه «إسلام حقيقى» يتسلح به المصريون، ويتوافق مع تسامحهم وحضارتهم وثقافتهم، ولا يمكن لأحد أن يزايد عليه، ولم ينخدع المصريون بادعاءات الجماعة الإرهابية، ولم يبتلع الطعم سوى «مخدوعين بإرادتهم»، يعرفون أنها أكاذيب ويصدقونها.