تتزين الجماعة الصحفية بالاستعداد لإجراء انتخابات التجديد النصفى لمجلس النقابة ومقعد النقيب.. والتى تعتبر عيدًا يجتمع فيه الزملاء الذين باعدت مشاغل الحياة بينهم، فالبعض ينتظر الفرصة ليلتقى بأصدقائه والآخر يستعد ليقدم أفضل ما عنده لخدمة المهنة والزملاء سواء كان مرشحًا أو داعمًا لغيره من المرشحين، وبالطبع الغالبية تندرج تحت الداعمين مهما بلغت أعداد المرشحين، فالقاعدة العريضة هى ما تحسم الفوز لصالح أى من الفرقاء. أيًا كان المشهد وما يحمله من تشاحن وتلاسن لكنه مشهد صحى، فالكل حريص على إبراز أفضل ما عنده وقلة من تحاول التشويه لإبراز نسبى لحلفائهم!، هذا ليس بجديد علينا ولسنا فى وضع طارئ أو مأزق نخشى منه، فالكل يحاول أن يبذل أقصى ما عنده لزيادة المكاسب للجميع. هذه المرة صرت طرفا ولم أكن فى السابق سوى داعم فقط لزملاء نشدت من وراء هذا الدعم الصالح العام، فأنا فى الغالب أحاول جاهدًا تحييد مشاعرى قدر المستطاع، وأنا أيضًا من يحمل داخله جلادًا إن أخطأ فى التقدير والدعم. ولكن بصدق انخراطى فى هذه المعركة التى أخوضها فى سن ليس بالهين فالرقم تجاوز منتصف الخمسينيات وصار معظم الموجودين فى المشهد من المرشحين ممن أحمل لهم صداقة وعشرة عمر، ورغم حساسية الموقف إلا أننى أشعر بأن الفوز قريب ففوزهم فوز لى وكذلك الحال بالنسبة لهم. وهذا لا يعنى أن المعركة باهتة غير مثيرة لي، بل على العكس صارت المعركة تحمل زخمًا وإرضاء وقدرة أكبر على العطاء لى ولزملائى الأجلاء والأعزاء أيضا، إن كنا نتنافس فمن أجل العطاء، أما التجريحات والتشاحنات فصارت لا تليق بنا وبى على الأخص، فأنا أخوض هذه المعركة من أجل صالح المهنة والزملاء، وتجربتى كفيلة بتقديم أوراق اعتمادى لدى الزملاء. وكما يفعل حب النجاح لدى الجميع يفعل بى فى بذل الكثير من الجهد لبلوغ أهداف صارت أحلامًا وطموحات لمهنة أصبحت محاطة بمحدقات كفيلة بالإطاحة بها، فى ظل تنافسات اقتصادية وتكنولوجية، ناهيك عن تردى الأحوال المعيشية لجموع الصحفيين والتى جعلت حمل المهنة ليس بالمغرى ولا بالرابح، وإن حملها الزملاء فحبا ورغبة فى شرف مهنة تحمل من الأخلاقيات ما يجعلنا نتنافس جميعًا من أجل البقاء والنجاح.