span style="font-family:"Arial","sans-serif""يشهد شهر رمضان المبارك هذا العام تزامن مناسبتين وطنيتين من أعظم ما سجلته مصر في تاريخها الحديث: يوم الشهيد وذكرى انتصار العاشر من رمضان. كلاهما يحمل في طياته معاني التضحية والفداء، ويؤكد على عظمة القوات المسلحة المصرية التي لم تتوانَ يومًا عن تقديم أرواح أبنائها في سبيل حماية الوطن واسترداد حقوقه. span style="font-family:"Arial","sans-serif""في التاسع من مارس من كل عام، تحتفل مصر بيوم الشهيد، وهو اليوم الذي استشهد فيه الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، عام 1969، خلال تفقده مواقع القتال على الجبهة أثناء حرب الاستنزاف. لم يكن عبد المنعم رياض قائدًا عاديًا، بل كان "الجنرال الذهبي"، الذي آمن بأن القيادة الحقيقية تعني أن يكون القائد وسط جنوده، يشاركهم في الميدان ويعيش ظروفهم القتالية. span style="font-family:"Arial","sans-serif""شارك الفريق عبد المنعم رياض في العديد من الحروب الكبرى، بداية من الحرب العالمية الثانية (1941-1942)، مرورًا بحرب فلسطين (1948)، والعدوان الثلاثي (1956)، وحرب 1967، وكان له دور محوري في حرب الاستنزاف، حيث أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، وهو ما كان تمهيدًا لنصر أكتوبر العظيم. span style="font-family:"Arial","sans-serif""وتقديرًا لتضحياته، حصل الفريق رياض على عدة أوسمة ونياشين رفيعة، منها وسام نجمة الشرف، وسام الجدارة الذهبي، ووسام الأرز الوطني من لبنان. كما تم إطلاق اسمه على العديد من الميادين والشوارع في مصر والدول العربية، تخليدًا لذكراه. span style="font-family:"Arial","sans-serif""وتحرص الدولة والقوات المسلحة على إحياء يوم الشهيد سنويًا، حيث يتم تكريم أسر الشهداء والمصابين، والتأكيد على مكانتهم في وجدان الوطن، فهم الذين ضحوا بحياتهم ليبقى علم مصر خفاقًا، ولتنعم الأجيال القادمة بالأمن والاستقرار. span style="font-family:"Arial","sans-serif""وفي العاشر من رمضان عام 1393 ه، الموافق 6 أكتوبر ، سطر الجيش المصري ملحمة من أعظم انتصارات الأمة العربية، حيث نجح في تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وعبر قناة السويس، ليبدأ استعادة سيناء التي احتلتها إسرائيل منذ نكسة 1967. span style="font-family:"Arial","sans-serif""تمكنت القوات المسلحة المصرية من تحطيم خط بارليف، الحاجز الدفاعي الإسرائيلي الأقوى في التاريخ الحديث، والذي اعتبره الخبراء العسكريون الغربيون حصنًا منيعًا لا يمكن اختراقه إلا باستخدام القنبلة الذرية. ومع ذلك، استطاع الجنود المصريون ببسالتهم وكفاءتهم تدمير الخط في ساعات قليلة، ليفقد العدو توازنه خلال أقل من ست ساعات. span style="font-family:"Arial","sans-serif""هذا الانتصار لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان تحولًا استراتيجيًا في الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث أعاد الثقة للأمة العربية، وأثبت أن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة قادرة على صنع المستحيل. وقد أرست حرب أكتوبر قواعد جديدة في العلوم العسكرية، ووضعت الجيش المصري في مصاف أقوى الجيوش في العالم. span style="font-family:"Arial","sans-serif""يجمع يوم الشهيد وذكرى العاشر من رمضان بين التضحية والنصر، وبين الدماء الطاهرة التي روت أرض الوطن، والإنجازات التي رفعت رايته عاليًا. وهكذا يظل شهر رمضان شهرًا مباركًا، ليس فقط بروحانياته، بل أيضًا بما يحمله من ملاحم وطنية خالدة، تذكرنا بأن مصر دائمًا قادرة على تحقيق المستحيل، بفضل أبنائها المخلصين الذين وهبوا حياتهم فداءً للوطن. . [email protected]