مصر دولة كبيرة جدًا، ولها ماضٍ وتاريخ يشهد له العالم على مر العصور. مصر الكبيرة لا تعرف الخيانة، ولا الهروب من المسئولية، ولا تعرف أن تركع أو تفرط فى حقوقها، وفى الوقت نفسه لم تكن يومًا دولة معتدية أو طامعة فى خيرات الغير. خلال السنوات الماضية، وبسبب الظروف والمتغيرات العالمية من حروب، وأزمات اقتصادية، وأوبئة، تعرض الاقتصاد المصرى لأزمات، لولا صلابة الدولة ووعى شعبها، لكانت النتائج كارثية. ورغم كل الصعاب، وعلى مدار عام ونصف تقريبًا، ومنذ بدء الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، تقف مصر بصلابة وقوة ضد أى أفكار تهدد بتهجير الشعب الفلسطينى أو الاستيلاء على أرضه بالقوة. مصر لم تكتفِ بتفكيك المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل تقدم مشروعات ومبادرات هدفها إعادة إعمار غزة دون إخراج أهلها من أراضيهم أو السماح باحتلالها من أى مغتصب. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، لن تتخلى مصر عن أهل فلسطين، وقد خرجت مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية من الأراضى المصرية لمساعدة الشعب الشقيق على تجاوز المحنة. الدولة المصرية، بشعبها البطل، قادرة على مواجهة الصعاب، وقادرة على أن تقوم بدورها التاريخى تجاه الأشقاء العرب فى أى وقت وأى مكان. هذه المرحلة تحديدًا تتطلب أن يلتف الجميع حول مصر، لأنها الدولة الكبيرة بتاريخها ومواقفها وشعبها. مصر لم ولن تتخلى عن قضايا أمتها، ودائمًا ما تطالب بالحفاظ على الدولة الوطنية، لأنها الضمانة الوحيدة لبقاء الدول، وعدم السماح بدخولها فى صراعات داخلية قد تؤدى إلى تقسيمها. وسيشهد التاريخ أنه وعلى مدار سنوات طويلة، كانت الدولة المصرية ولا تزال خط الدفاع الأول عن بقاء القضية الفلسطينية فى دائرة الضوء، ودائمًا ثابتة على موقفها الداعم للسلام القائم على حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ستنجح، وستدخل حيز التنفيذ، لأنها خطة عادلة قائمة على استرداد الحقوق المنهوبة من شعب يكاد يكون الوحيد فى العالم الواقع تحت قبضة الاحتلال. ستبقى مصر الدولة الكبيرة، القوية بقائدها، وشعبها، وجيشها، وحتمًا ستنفرج الأزمات، وتستعيد مكانتها الاقتصادية التاريخية، وتحيا مصر..