تظل حرب العاشر من رمضان، علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية، وتؤكد أن الإرادة الصلبة التى يساندها الإيمان القوى والتخطيط المحكم تستطيع صناعة المعجزات.. إن ملحمة انتصارات حرب العاشر من رمضان - 6 أكتوبر- المجيدة سطرت أعظم نموذج للتلاحم والانتماء وحب الوطن وهى إشارة وعبرة لكل مؤمن بقوله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره) ، وقوله سبحانه: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وهذا يعنى ببساطة أن الله ينصر من يأخذ بكل أسباب النصر. لم يكن هذا النصر وليد الصدفة، بل كان ثمرة تخطيطٍ دقيق، وصبرٍ طويل، وعملٍ دؤوب استمر لسنوات، فقد اجتمع القادة، ودرسوا كل تفصيلة، واستعدوا لكل سيناريو، فكانت خطة تعتمد على المباغتة والسرعة، واستغلال كل نقطة ضعف فى دفاعات العدو، فكان الهجوم متقنًا، والأداء بطوليًا.... «الأخبار» تنشر بعضًا من الوثائق المفرج عنها، والتى تتضمن ما ورد فى التقارير اليومية لمحور المعلومات، مركز رقم 8، بهيئة عمليات القوات المسلحة، عن موقف العمليات على الجبهة، وتشمل الفترة من 6 أكتوبر 1973، وحتى 9 فبراير 1974. اقرأ أيضًا | الحوار الوطني يحيي ذكرى يوم الشهيد ويؤكد: تضحيات الأبطال ستظل نبراسًا للأجيال تقرير الموقف 5 وتضمن تقرير الموقف رقم 5 الصادر يوم 9 أكتوبر 1973، حتى الثامنة مساءً، فأفاد التقرير استمرار القوات البرية للعدو فى محاولة تعطيل تقدم قواتنا المهاجمة، الذى قام بهجوم مضاد وقامت قواتنا بتدمير 150 دبابة وأسر قائد اللواء الإسرائيلى، ثم عاود العدو بهجوم مضاد فى اتجاه آخر وقامت قواتنا بتدمير 46 دبابة أخرى للعدو، كما شنت القوات الجوية للعدو الغاشم هجومًا على عدد من مطاراتنا فى العمق، وتمكن أبطالنا من إسقاط 16 طائرة للعدو وأسر أربعة طيارين إسرائيليين، واستمر العدو فى قصف بورسعيد جوًا ومواقع الرادار فى شمال الدلتا، والقيام بأعمال استطلاع جوى من قبل العدو على المحور الجنوبى، بالإضافة إلى قيام القوات البحرية للعدو بنشاط محدود فى البحر الأحمر، واستطاعت قواتنا إغراق 5 لنشات للعدو فى البحر الأبيض. وذكر التقرير، أن القوات البحرية استمرت فى التقدم وصد هجمات العدو المضادة بنجاح، وتم دفع اللواء 1 مشاة ميكانيكا فى اتجاه رأس سدر ووصل إلى المنطقة 50 كم جنوب عيون موسى، كما تمكنت قواتنا البحرية من صد تشكيل بحرى معادى فى البحر الأبيض باتجاه بورسعيد، وتم تدمير 5 لنشات للعدو وعدد من طائرات «هيل» المعادية، وخسرنا 3 لنشات، وبالنسبة لقواتنا الجوية فقد اقتصرت أعمالهم على معاونة القوات البرية وأعمال الاستطلاع الجوى على المحور الشمالى، وتم تنفيذ 268 طلعة طائرة، وتصدت قوات الدفاع الجوى المصرى لضربات العدو الجوية فى بورسعيد، وفى العمق، ومناطق رؤوس الكبارى، وتم إسقاط 38 طائرة للعدو منهم 3 من طراز «هيل». تحرير القنطرة واستعرض التقرير تحركات قواتنا يومى 9 و10 أكتوبر، وأفاد أنه فيما يخص قواتنا البرية قامت تشكيلات الجيوش الميدانية بتنفيذ المهام المحددة لها مع دفع «مفارز» متقدمة أمامها شرقًا، وتم تحرير مدينة القنطرة والاستيلاء على النقاط القوية فى الدفرسوار وكبريت والجباسات، ووصلت قواتنا حتى عمق عيون موسى على خليج السويس، كما قامت قواتنا خلال ليلة 9 و10 أكتوبر بصد هجمات مضادة لدبابات العدو فى القطاعين الأوسط والجنوبى وكبدتها خسائر كبيرة. وقامت قواتنا بقصف الرادار والنقطة القوية للعدو فى رأس مسلة، والرادار برأس محمد، وهاجمت ميناء أبو دربة، ودمرت مستودعات بترول العدو، كما اشتبكت مدفعيتنا الساحلية مع أهداف بحرية معادية فى خليج السويس، وقامت قواتنا الجوية أيضًا بمعاونة تشكيلات الجيش الثانى الميدانى لتعطيل قوة مدرعة للعدو على المحور الساحلى، وتدمير مركز قيادة القطاع الشمالى للعدو فى بالوظة، ونجحت قوات الدفاع الجوى المصرى فى تنفيذ مهامها والتصدى لطائرات العدو وتدميرها، كما نجحت القوات السورية فى الاستيلاء على مدينة بالكامل وتحقيق أكبر نجاح لها فى اتجاه الجنوب، وقد تعرضت المدن السورية فى العمق لأعمال قصف جوى ضد مراكز القيادة والمطارات والأهداف الحيوية والاستراتيجية. هجمات مضادة وتضمن تقرير الموقف رقم 7و 8، بهيئة عمليات القوات المسلحة، يوم 11 أكتوبر 1973، موقف قوات العدو الإسرائيلى، حيث قامت ليلة 11 أكتوبر بهجوم مضاد على المحور الأوسط، وتمكنت قواتنا من صد الهجوم وإجبار العدو على الارتداد شرقًا، وحاول العدو تكرار الهجوم مرة أخرى وصدته قواتنا وكبدت العدو خسائر فى المعدات والأفراد، كما قام العدو بالهجوم على بعض المطارات والتشكيلات البرية شرق القنطرة والفردان وعيون موسى وقطاع بورسعيد للوقوف على أوضاع قواتنا وقوات الدفاع الجوى، واشتبكت معه مقاتلاتنا ومنعته من تنفيذ مهمته وأسقطت له 5 طائرات. وبالنسبة لقواتنا المسلحة فقد قامت القوات البرية فى قطاع الجيش الثانى بصد هجومين مضادين أحدهما ليلة وصباح 11 أكتوبر، وقام العدو الجوى بمهاجمة بعض وحداتنا البحرية فى البحر الأحمر واشتبكت معه وأسقطت طائرة معادية، وأسقطت قواتنا الجوية 5 طائرات للعدو فى منطقة شرق الفردان وتم تدمير طائرة «هيل» فى وادى سدر، و11 طائرة أخرى. حماة السماء وأوضح تقرير الموقف رقم 8 الصادر يوم 12 أكتوبر 1973، أن العدو البرى لم يقم بأعمال جديدة، سوى مهاجمة تشكيلاتنا البرية التى نجحت فى العبور، وقامت بعض وحداتنا البحرية بقصف أحد مراسى العدو بالصواريخ وأصابت المنشآت والأهداف الحيوية إصابات مباشرة، وشوهد على أثرها حرائق وانفجارات مستمرة بالمرسى، وقامت قواتنا بضرب تجمعات لمدرعات العدو على المحور الأوسط وتم تدمير 10 دبابات، كما قامت طائراتنا بضرب محطة رادار فى منطقة الطاسة وأم مرجم، وعادت طائراتنا إلى قواعدها سالمة، وقام دفاعنا الجوى بالاشتباك مع العدو الجوى وتم تدمير 15 طائرة منها 3 طائرات من طراز «هيل»، وما زالت قوات الدفاع الجوى المصرى «حماة السماء» مستمرة فى تنفيذ مهامها بنجاح.