القمة العربية استثنائية بكل المقاييس ،التوقيت والمكان وجدول الاعمال. فهى طارئة ،وكان من المفروض ان تكون فى البحرين لانها هى التى ترأس الدورة الحالية وأصبحت فى القاهرة ،والموضوع فارق لانه سيحدد شكل العلاقة بين الدول العربية وامريكا لانه يتعارض تماما مع ماتريده امريكا فيما يتعلق بمستقبل غزة ومستقبل القضية الفلسطينية برمتها. أهم ما فى القمة خطة إعادة إعمار غزة التى تقدمت بها مصر ،والتى ارتكزت على عدة محاور رئيسية هي:عدم التهجير القسرى او الطوعى لأهل غزة ،و يتم الاعمار على مرحلتين ،مع بقاء أهل غزة اثناء التنفيذ ،وحددت الخطة التكاليف وكيفية وزمن التنفيذ..بمعنى انها «خطة ماتخرش الميه»..وظنى ان هذه الخطة هى الرد العملى والفعال والمقنع للادارة الامريكية . التضامن العربى ووحدة القرار للقادة العرب هو الذى سيقوى القرارات العربية. كانت مصر المحرك الاول والرئيسى فى وقف الفكرة الامريكية بتهجير اهل غزة الى مصر والاردن. هناك امل يلوح فى الافق بالموافقة الامريكية على الرؤية العربية لليوم التالى فى غزة ،وسيكون ذلك تمهيدا لطرح بداية مفاوضات لحل الدولتين،فلا مفر من اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية لاقرار السلام فى المنطقة.. وبدون تنفيذ ذلك ستظل المنطقة على صفيح ساخن ، وسيظل الوضع متوترا فى محيط البحر الاحمر والذى يؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ،وارتفاع اسعار السلع عالميا نتيجة لجوء السفن التجارية الى طريق رأس الرجاء الصالح وارتفاع تكلفة النقل والتأمين. ستظل مصر بقيادة الرئيس السيسى هى صمام الامان والدرع الواقية للمنطقة باكملها،ولولا قوة مصر وجيشها العظيم باسلحته المتطورة ،وتدريبه العالى لانهار السلام فى المنطقة بالكامل،فلا يمكن ان ترضخ دولة اسرائيل المنفلتة والتى تملك اسلحة نووية للسلام الا اذا ايقنت ان هذا السلام له قوة تحميه.