أكد فيصل يوسف الشبول، وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني السابق، أن دور مصر والأردن والسعودية حاسم فيما يتعلق بخطة إعمار قطاع غزة ووقف مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. وقال الشبول، خلال تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، "موضع التهجير كفكرة ظهرت للعلن أول مرة من وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن في الأسبوع التالي من السابع من أكتوبر.. هذا دليل على أن قصة التهجير هي فكرة نتنياهو، ولكن هناك من تبناها". وأردف قائلًا: "الآن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) حينما تحدث عن التهجير لم يتحدث عن خطة وهو تبنى فقط رؤية نتنياهو". وأشار الشبول إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حينما قال إن هناك خطة مصرية أصلًا تواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل لقاء ترامب، والآن الخطة بدأت مصرية. وأوضح الوزير الأردني السابق أنه بالأمس في اجتماع وزراء الخارجية العرب أصبحت الخطة المصرية خطة عربية، ولو اعتمدت اليوم من القمة العربية ستصبح خطة عربية دولية. وأكد الشبول أن هذه الخطة لا يمكن أن تكون قابلة للتطبيق ما لم يتم التفاهم مع الأطراف الدولية الأخرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وتابع قائلًا: "أوربا اليوم تهتم بما سيخرج من القمة العربية لأن لدى أوروبا مقاربة أخرى خصوصًا في أوكرانيا، وبالتالي هناك أجواء دولية مساندة إذا استطعنا كعرب أن نثبت لأمريكا وغيرها أننا قادرون على أن نعالج أمورنا بأنفسنا". واعتبر الشبول أن دور مصر والأردن والسعودية حاسم في هذا الأمر وكذلك الاطراف العربية الأخرى، لأنه لا يمكن تطبيق هذه الخطة من دون تدخل مصري أردني مباشر، ليس داخل الأراضي الفلسطينية. وواصل قائلًا: "بالتالي الأهم في هذا الموضوع إذا اعتمدت هذه الخطة في البيان الختامي أننا سنضع على طاولة العالم شيئًا عمليًا للتعامل مع الوضع الراهن". وحول ما يدور من عمليات عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية تتضمن تهجير للسكان من قراهم، قال الشبول: "التهجير عقلية اليمين المتطرف الإسرائيلي، والتي عبر عنها عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير لدرجة طلب قصف مخازن الأغذية القليلة التي دخلت إلى غزة". وأكد الشبول أن ما يجري في الضفة الغربية لا يقل في جرائم الاحتلال عما جرى في غزة، مستطردًا: "لكن نحن اليوم لدينا سلاح يمكن أن نستخدمه، هو أن الشعب الفلسطيني يدرك أن خروجه من أرضه لن تعيده إليها أي قوة مرة أخرى". وطالب الشبول بضرورة وحدة الصف الفلسطيني معابرًا أن أي جهود عربية ودولية لا يمكن أن تنجح من دون أن يكون لدينا صوت فلسطيني واحد، مؤكدًا أن فلسطين أكبر من الفصائل وأكبر من الأشخاص. ملفات ساخنة على الطاولة من المقرر أن تركز القمة العربية الثلاثاء، على بلورة موقف عربي موحد ضد التهجير القسري للفلسطينيين، إلى جانب اتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية دولية لوقف المخططات التي تستهدف سكان غزة. كما تناقش القمة العربية خطة إعادة إعمار القطاع، مع وضع آلية عربية تضمن بقاء الفلسطينيين في وطنهم، بعيدًا عن أي حلول تفرض واقعًا جديدًا على الأرض. خاصة، في ظل الرفض العربي لمخطط التهجير الذي طرحته إسرائيل وتبنته لاحقًا الإدارة الأمريكية". وكانت تقارير إعلامية قد كشفت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يروج منذ 25 يناير الماضي لخطة تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من القاهرة وعمان، مدعومًا بموقف عربي موحد ومنظمات إقليمية ودولية. وفي هذا السياق، أعدت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة، تضمن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين وعدم تصفية قضيتهم، ومن المتوقع أن يتم طرحها رسميًا خلال القمة، لبحث آليات تنفيذها بمساندة عربية ودولية.