أظهر مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، موقفًا عربيًا موحدًا، رغم تأييد قادة إسرائيل للمقترح وكأنهم وجدوا ضالتهم بأن إخلاء قطاع غزة من أهله هو المستقبل الآمن بالنسبة لدولتهم كى يعيشوا فى أمن واستقرار. لكن الفلسطينيين فى قطاع غزة كان لهم رأى آخر، دلالاته تحطم أحلام إسرائيل على صخرة الصمود والتحدى الفلسطينى، والذى يُعبّر عن مدى ارتباطهم بالأرض، وأن القطاع ليس أرضًا يعيشون فيها بل وطن يعيش فيهم، وأكدوا أنهم سيقاومون أى مقترح للخروج من غزة، كما قاوموا كل محاولات التهجير والتشريد السابقة. اقرأ أيضًا| استطلاع رأي: 44% من الإسرائيليين يؤيدون المضي للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار «الأخبار» التقت عددًا من الفلسطينيين المرافقين للجرحى والمرضى بشمال سيناء، للتعرف على آرائهم فى مقترح التهجير، حيث قال ناهض الزعيم «60 عاما» من حى الشجاعية مرافق لابنه الذى بترت ساقه بسبب الحرب، إن ارض غزة ليست للبيع، وسنكون حائط صد لأى محاولات لتهجير أهالى غزة، وكشفت الحرب مخطط إسرائيل للسيطرة على الأرض، مشيرًا إلى أن المستهدف مصر، خاصة أن الأمن القومى المصرى يبدأ من قطاع غزة، وندعو الله أن يحمى شعب مصر وأهلها، ونشكر لهم موقفهم المشرّف أمام العالم بتواجد الآلاف أمام بوابة المعبر للتضامن مع الشعب الفلسطينى.. وقال: سأعود إن شاء الله إلى غزة فور السماح لنا بدخول القطاع، نتمسك بالأرض ولن نتركها مهما حدث، أرضنا ليست للبيع. بينما لفت أبو عدنان من دير البلح إلى أن مقترح ترامب يمثل تطهيرًا عرقيًا بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وتساءل: كيف نترك أراضينا بهذه السهولة؟ فى الوقت الذى صمد فيه أهل غزة، ولم يغادروا وطنهم وهم يتعرضون للقصف والقتل والتدمير من جانب الجيش الإسرائيلى على مدى 15 شهرًا. وأكد أن الشعب الفلسطينى أفشل كل خطط التهجير السابقة، وبالتالى فإن مقترح ترامب بشأن الوطن البديل سيفشل أيضًا، كما أن الفلسطينيين قادرون على إعادة إعمار القطاع، وقدم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على هذا الموقف الرافض للتهجير، مؤكدًا أن مصر تقف دومًا إلى جانب الشعب الفلسطينى. وأكدت نيرمين «أم يزن» أنهم على استعداد للتضحية من أجل البقاء فى وطنهم، والتصدى للمخططات التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأنهم متمسكون بحقوقهم المشروعة وفق القوانين الدولية، لأن هذه الأرض هى موطنهم الوحيد، ولن يغادروها إلا بالموت. كما أشاد أبو هيثم من رفح فلسطين بالموقف العربى الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة موقف مصر والأردن برفض أى محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، ولفت إلى أن الحشود الكبيرة التى تحركت تجاه معبر رفح من مختلف محافظات مصر أوائل شهر فبراير، أكدت مدى اهتمام مصر بعدم تهجير الفلسطينيين حتى لا يتم تصفية القضية الفلسطينية. وطالب بضرورة التحرك فى مختلف المسارات للضغط على المجتمع الدولى لوقف أى مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو إنهاء وجودهم على أرضهم، وقال إن الفلسطينيين سيواصلون رفضهم لأى محاولات لطمس هويتهم الوطنية. وتحدثت أم معاذ، التى ترافق نجلها المريض بالكلى بمستشفى العريش العام، عن المعاناة التى عاشتها فى أثناء الحرب، قائلة: «عشنا ظروفًا صعبة، نزحنا خلالها أكثر من مرة، بل إن منازلنا احترقت، لكننا رفضنا الرحيل وسنبقى فى غزة». وقال أبو حاتم الغولة من معسكر جباليا والذى يرافق حفيدته من ابنته بعد وفاة جميع أفراد الأسرة فى الحرب، إنه على استعداد للبقاء وسط الركام على أنقاض منزله فى مدينة رفح الفلسطينية، ورفض أى دعوات أو مخططات لاقتلاعه من جذوره ووطنه، لذا فهم متمسكون بحقهم فى العودة إلى منازلهم التى دُمرت ولن يتنازلوا عن أرضهم. وقال أبو حسن، من غزة، إن جميع الغزاة لأرض فلسطين على مر التاربخ لم يبق منهم أحد، جميعهم خرجوا مهزومين، وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدى العالم ووقف ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال: نشكر الشعب المصرى على مواقفه النبيلة من أجل مساندة أهالى غزة، كما أننا نعتز بأن بلد ال 100 مليون مصرى تقف وراء الفلسطينيين وتدعمهم من أجل البقاء فى غزة حفاظًا على الأرض والتصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية. وأضاف: نحن فى انتظار جهود مصر فى إعادة إعمار قطاع غزة من جديد لمحو آثار الدمار الذى حل بآلاف البنايات والمنازل بسبب الحرب الإسرائيلية الغاشمة. من جانبه أكد اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، رفض مصر القاطع لخطة التهجير التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن الخطة المصرية المضادة هى خطة إعادة إعمار قطاع غزة دون اللجوء لتهجير الفلسطينيين، ولفت إلى أن الدول العربية ترفض التهجير، مشيراً إلى أن 5 دول عربية أعلنت رسميًا رفضها التهجير، كذلك وجود بعض الدول الأوروبية التى أعلنت رفضها ودول أخرى لا ترغب فى إعلان موقفها لعلاقتها السياسية مع أمريكا ولكنها ترفض الفكرة.