صباح الخميس الماضى ذكَّرنى الفيس بوك بمقال كتبته فى الأخبار قبل عامين بعنوان «كل حلفائك باعوك يا زيلينسكى»، وذلك عقب الرفض الامريكى الاوربى لإرسال قوات للمشاركة فى الحرب على روسيا وإبلاغهم زيلينسكى أن دعمهم له ينحصر فقط فى إمداده بالأسلحة والمعدات والأموال الأمر الذى تسبب فى هزيمته واحتلال روسيا ربع مساحة بلاده وتدمير جيشه.. اتهمته فى المقال بأنه ابتلع الطعم وخاض حربا بالوكالة عن الأمريكان والأوربيين الذين كان هدفهم الأكبر إضعاف الدب الروسى.. وفى مساء اليوم نفسه شاهدت وشاهد العالم على الهواء مباشرة مهزلة خناقة ترامب وزيلينسكى داخل البيت الأبيض التى وصفتها الدوائر الدبلوماسية بأنها «فضيحة القرن» حيث تعد السابقة الأولى من نوعها فى لقاءات الزعماء والقادة. مواجهة غير مسبوقة بين ترامب ونائبه جى دى فانس من جهة والرئيس الأوكرانى الزائر من الجهة الأخرى.. كان كل شيء على ما يرام خلال مراسم الاستقبال الرسمية وأعد ترامب مسرح البيت الأبيض كى يوقع زيلينسكى على اتفاقية المعادن النادرة مقابل الأموال التى دفعتها أمريكا لبلاده خلال حرب السنوات الثلاث على أن يتكفل ترامب باستكمال مفاوضات السلام وإخماد الحرب مع بوتين. وبمجرد أن طلب زيلينسكى ضمانات لهذا الأمر تكهربت الأجواء وجن جنون ترامب ونائبه واندلعت شرارة المشادة التى انتهت بطرد زيلينسكى من البيت الأبيض ومن أمريكا بعد ان قال له ترامب «لست بموقف يسمح لك بإملاء الشروط ويجب أن تكون ممتنا.. أنتم ضعفاء من دون الولاياتالمتحدة ولولا الأسلحة الأمريكية لقضت روسيا عليكم خلال أسبوعين.. تصريحاتك تفتقر إلى الاحترام.. واخفض صوتك.. بلدك فى مشكلة كبيرة وتجازف بحرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرم صفقة أو تقاتل وحدك.. بوتين رجل يريد السلام». ورد زيلينسكى الذى ظهر متماسكا: أنا لا ألعب الورق، أنا رئيس فى حرب.. نحن باقون فى بلدنا أقوياء.. أمريكا لديها مشاكل وستتأثر. انتهت المشادة لكن دروسها لم تنته.. يجب أن يتوقف العالم طويلا أمام تصرفات ترامب مع من زاروه من الرؤساء.. وعلى أوروبا أن تستفيق وتدرك تباين مصالحها عن أمريكا. باعت أمريكا زيلينسكى وأوكرانيا بثمن بخس وربح بوتين الرهان وكانت أوروبا الخاسر الأكبر لإصرار قادتها على العيش فى تبعية ساكن البيت الأبيض، فماذا هم فاعلون فى مؤتمرهم الذى تستضيفه لندن اليوم ؟!