أعتقد أن عصر الدبلوماسية انتهى، وحل محله عصر لا يمكن وصفه بكلمة محترمة فى السياسة العالمية. ليست رؤيتى مما حدث أمس من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع ضيفه رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى وشاهده العالم على الهواء مباشرة، وأعتقد أن على أساتذة العلوم السياسية أن يبحثوا عن تفسير لما يحدث فى الدبلوماسية العالمية! وأن يضعوا مفهومًا وتعريفًا آخر لها! شاهد العالم كيف دار الحوار بين ترامب ونائبه جيه دى فانس من جانب وزيلينسكى من جانب آخر أمام الشاشات الفضائية. حتى إن الرئيس الأوكرانى غادر غاضبًا ومبكرًا البيت الأبيض بعد لقاء متوتر مع نظيره دونالد ترامب، بشكل وصفته بعض الوكالات الصحفية بلفظ «غادر مطرودًا». وكالة أسوشيتد برس «الأمريكية» قالت: ترامب أنهى محادثاته مع زيلينسكى قبل اكتمالها بعد مواجهة حادة فى المكتب البيضاوى، وإنه لم يتم التوقيع على اتفاق المعادن. كما تم الغاء المؤتمر الصحفى المعتاد الذى كان منتظرًا بينهما. حيث شهد المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض مواجهة كلامية «قوية» بين ترامب وزيلينسكى. وجّه ترامب لزيلينسكى هجومًا بلهجة حادة: «أنتم تقامرون بإشعال حرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرموا اتفاقًا أو أننا سنبتعد. أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا. لقد أظهرت قلة احترام لأمريكا. ليست لديك أوراق اللعب الآن». بعيدًا عما حدث فى البيت الأبيض فإن أمريكا وروسيا تسعيان لاتفاق سلام، بدأته فى لقاءات السعودية واليوم فى تركيا. حيث أعلنت الخارجية الأمريكية انه تم تحديد خطوات تطبيع العمل الدبلوماسى الثنائى، نحو تحقيق الاستقرار فى عمل البعثات الدبلوماسية. واتفق الجانبان على عقد اجتماع إضافى حول أوكرانيا والتطبيع بين البلدين. بالطبع أتمنى أن تكون هذه الروح الأمريكية الروسية فى القضية الفلسطينية، وأن يتفقا على حلها وفق الشرعية الدولية. دعاء: اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وصالح الأعمال.