في أجواء امتزجت بالفن والحضارة، اختتم مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون فعالياته أمام أحد أعظم البنايات الأثرية في التاريخ الإنساني، وهو معبد أبو سمبل، حيث اجتمع فنانوا العالم ليقدموا رقصاتهم وعروضهم التي تعبر عن هويتهم وتراث بلادهم، في رسالة للسلام والمحبة بين الجميع من أرض مصر. منذ اليوم الأول لمهرجان أسوان للثقافة والفنون في دورته الثانية عشر، كان هناك حرص من وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة على تقديم تجربة فنية وتراثية قادمة من أعماق التجارب الإنسانية التي عاشتها الشعوب، في أفريقيا، وأوروبا، وأسيا، والأمريكتين، ليأتي هذا الحدث الثقافي المهم تزامنًا مع الاحتفال بتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبي سمبل، في 22 فبراير الحالى، وذلك بمشاركة 26 فرقة فنون شعبية منها 14 فرقة أجنبية، و12 فرقة مصرية. اقرأ أيضا: حين يلتقي الفلكلور بالحضارة.. مهرجان أسوان يشعل سحر أبو سمبل في ليلة تعامد الشمس وقد استقبل مسرح فوزي عروض لفرقتي وردة الجزائر، والشرقية للفنون الشعبية التي قدمت رقصاتها المعبرة عن التراث الفلاحي، منها «الحواية، العصا، التحميلة»، بينما قدمت فرقة «وردة الجزائر» الجزائرية للمدرب أحمد بن قاد، رقصات «الغلاوى، النهاري». أيضًا مسرح حديقة الشيراتون استقبل عروضًا فنية لدول سلوفاكيا، وسريلانكا، والصين، فقدمت فرقة urpin السلوفاكية عددا من الرقصات المتنوعة، وقدمت فرقة Geethanjalee Dance Academy، السريلانكية عدة رقصات، ومن أشهر رقصاتها Kandyan Dancing، إلى جانب عرض فنى لفرقة الصين جذبت أنظار حضور الحديقة. وإلى قصر ثقافة كركر قدمت فرقة مطروح للفنون الشعبية، بقيادة حسن عبدالمنعم، استعراضات غنائية راقصة، منها «الترحيب، السامر» بجانب فقرة غنائية للمطرب سلومة عبد الله، وقدمت فرقة « boles» الصربية أشهر الرقصات والعروض للتراث الشعبي. واستمرارا للعروض الفنية، استقبل قصر ثقافة دراو عرضا فنيا لفرقة أسيوط للفنون الشعبية، بقيادة محمود محيي، بتابلوهات للتراث الصعيدى منها «التحميلة، الغزل، التنورة»، أعقبه عرض فنى لفرقة International Alliance for Art and Culture، الهندية، وقدمت أشهر الرقصات منها Bhongra، وDondiya . كان الملفت في المهرجان، هو روح الفن التي كانت تشع من كل ربوع محافظة أسوان، إذ كان هناك حضورًا جماهيريًا كبيرًا ليس فقط من أبناء المحافظة، ولكن من السياح الذين أتوا للاستمتاع بالأجواء الشتوية في جنوب مصر، وبين عظمة حضارتها القديمة، وتواصلت الفعاليات بقصر ثقافة حسن فخر الدين، بعروض التراث التونسي لفرقة أصحاب الوعد بقيادة بشير الأسود، تلاها صورة نابضة بالحياة نقلتها فرقة العريش، بقيادة سامح الكاشف، من خلال رقصات بدوية، منها السامر والدبكة السيناوي. وفي جمعية الحصايا، قدمت فرقة توشكى للفنون التلقائية بقيادة مصطفى إبراهيم رقصات تحاكي طقوس المجتمع النوبي بإيقاعات متناغمة، أعقبها رقصة Ponto لفرقة RaicesTradiciones Panama البنمية التي تعتمد على الإيقاعات السريعة. كانت من أكثر العروض التي نالت تفاعلًا واسعًا من الجمهور هو العرض المميز الذي قدمته فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية، والذين برعوا في تقديم رقصات منها «كوكتيل فنونيات، دمى فلسطيني، فلسطين أنت الروح»، وأيضاً رقصاتهم المميزة، مثل: «هبو الفلسطينية، شيل عالمجوز، جينالك يا فلسطين، يا جبل ما يهزك ريح» بقيادة الدكتور سهيل دياب. من جانبه قال الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن مهرجان أسوان للفنون يعتبر أحد المهرجانات العالمية التي تحقق لمصر مكانة كبيرة في الثقافة والفنون، وأضاف أنه لا شك أن هذا المهرجان يروج لفنون العالم وللسياحة المصرية والتاريخ المصري القديم، كما يبرز ظاهرة فلكية مهمة لا يوجد لمثلها نظير في العالم كله، وهي تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني. وأعرب «ناصف» عن سعادته بمشاركة دولة فلسطين، التي جاءت لترسل رسالة محبة وسلام للعالم كله من أسوان، إضافة إلى 13 دولة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، لتجتمع الفرق في سيمفونية رائعة تعبر عن روعة التنوع والاختلاف، مختتما بتقديم الشكر لمحافظ أسوان، وقيادات الهيئة، وفرع ثقافة أسوان، بجانب تقديمه التحية للفنان هشام عطوة وفريق العمل الفني المبدع الذي شارك في إخراج هذا العمل الفني. الدكتورة رانيا عبداللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية بوزارة الثقافة، قالت أن هذا المحفل الدولي المهم يعد نقطة لتلاقي الشعوب في دورة مميزة من مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، وأضافت أن هذا المهرجان يعد تظاهرة فنية سنوية تتلاقى فيها الثقافات من مختلف القارات، لتقدم معزوفة فنية تتعاظم نغماتها عاما بعد عام، ويتوج إبداعها الفني ختاما أمام عراقة التاريخ بمعبد أبو سمبل. أما رئيس المهرجان الفنان أحمد الشافعي فقد وجه رسالته قائلًا أن المهرجان احتفل بظاهرة فلكية نادرة بإعجاز مصري أصيل، واستعرض فعالياته في مواقع مدينة أسوان، كما قال أن حضور هذا العدد من الفرق من حول العالم هو تأكيد على دور المهرجان في تقديم رسالة السلام والمحبة من مصر للعالم. تأتي الليلة الختامية للمهرجان حيث احتشد الآلاف في معبد أبو سمبل مع فجر يوم 22 فبراير الجاري لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس، مع عروض فنية واستعراضات فلكلورية مبهجة قدمتها فرق مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون.