في دراسة حديثة أجرتها جامعة برشلونة المستقلة (UAB)، كشف العلماء عن وجود كميات هائلة من جزيئات البلاستيك في بعض أنواع أكياس الشاي، حيث أطلقت بعض هذه الأكياس ما يقارب 1.2 مليار جزيء بلاستيكي لكل مليلتر من الشاي عند نقعها في الماء الساخن، وأكد الباحثون أن هذه الظاهرة لا تتطلب مختبرات متطورة للكشف عنها، حيث يمكن لأي شخص التعرف على مخاطرها بمجرد تحضير كوب من الشاي. تحقيقات علمية سابقة حول أكياس الشاي والميكروبلاستيك أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تحقيقًا صحفيًا عام 2019، أشارت فيه إلى دراسة صادمة أجراها باحثون في جامعة ماكجيل في كندا، حيث وجدوا أن بعض أكياس الشاي البلاستيكية تطلق 11.6 مليار جزيء من البلاستيك الدقيق و3.1 مليار جزيء من البلاستيك النانوي في الماء الساخن. وأوضحت الدراسة أن هذه الجزيئات غير مرئية للعين المجردة، ولكنها قد تكون ضارة بالصحة على المدى الطويل. اقرأ ايضا|دراسة حديثة: الكشف عن جزيئات بلاستيكية دقيقة في مشيمة الأجنة هل يشكل الميكروبلاستيك خطرًا على صحة الإنسان؟ تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) أن جزيئات الميكروبلاستيك الموجودة في مياه الشرب لا يبدو أنها تشكل خطرًا مباشرًا، لكنها تعتمد في ذلك على "معلومات محدودة"، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثير هذه الجسيمات على صحة الإنسان، وأعرب العلماء عن قلقهم من أن هذه اللدائن الدقيقة يمكن أن تدخل الجسم بسهولة عبر الأغذية والمشروبات، مما قد يؤدي إلى تراكم مواد كيميائية سامة بمرور الوقت. مصادر الميكروبلاستيك وأثرها على الغذاء تشير الدراسات إلى أن الميكروبلاستيك يمكن أن يتواجد في عدة مصادر، أبرزها: الصناعات الغذائية مثل أكياس الشاي والمياه المعبأة. إطارات السيارات التي تطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة عند احتكاكها بالطريق. المنسوجات والملابس، خاصة المصنوعة من الألياف الصناعية. مستحضرات التجميل التي تحتوي على جزيئات بلاستيكية صغيرة. كيف تتجنب استهلاك الميكروبلاستيك؟ إذا كنت ترغب في تقليل تعرضك للميكروبلاستيك، يُنصح باتباع هذه الخطوات: اختيار أكياس شاي خالية من البلاستيك، والتأكد من وجود علامة "قابلة للتحلل" على العبوة. تقليل استهلاك المياه المعبأة في البلاستيك، واستبدالها بالمياه المفلترة. استخدام منتجات صديقة للبيئة خالية من اللدائن الدقيقة، خاصةً في مستحضرات التجميل والمنظفات. تجنب تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية، حيث قد يؤدي ذلك إلى تسرب جزيئات البلاستيك إلى الطعام. ومع تزايد الأبحاث حول الميكروبلاستيك وتأثيره على الصحة، لا يزال هناك الكثير من التساؤلات حول مدى خطورته الفعلية، وبينما تشير بعض الدراسات إلى احتمالية تأثيره السلبي، تبقى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث ضرورية لتحديد مدى تأثير هذه الجزيئات على جسم الإنسان، حتى ذلك الحين، يُفضل اتخاذ تدابير وقائية لتقليل التعرض للميكروبلاستيك قدر الإمكان.