لو كان متاحا الحديث عن كل شئ عجيب خلال أجواء قمم الأهلى والزمالك لأسرعت بتأليف كتاب، لكن المتداول فى كل العصور متشابه ومكرر بينما الخوض فى أعماق الظاهرة خطر وجالب للمشاكل.. وقبل يوم واحد من القمة الأخيرة رأيت فيديو لثوانٍ قليلة يصرخ فيه شاب اجتمعت فى وجهه كل أعراض التوتر والرعب والاكتئاب وهو يصيح بكل جدية يا ناس هو الحرب ليه مابدأتش عشان نلغى الزفت مباراة الأهلى والزمالك..يعنى شاب من المؤكد أن كثيرا يشبهونه وعلى شاكلته يتمنى أن تنشب حرب تسيل فيها الدماء حتى لا تقام مباراة كرة تافهة.. هذا النموذج يعبر عن حالة قطاع المتعصبين الذى زاد اتساعا وبلغ مداه الجنونى لدرجة تصل أحيانا لأزمات قلبية وموت مفاجئ..هؤلاء حتى لو انتهت القمة على خير بالتعادل لايحمدون الله على النعمة، بل يتفرغون للنبش فى المباراة واستخراج ما يصلح فيها للهبد والكيد والصراخ والعويل..وأعتقد أن هؤلاء لايحبون كرة القدم كلعبة ولايستمتعون بها، ربما هم أشبه بمن يراهن فى سباقات الخيل.. يدفع الأموال ولا شرط عنده أن يشاهد السباق فى المضمار، هو ربما يعود للبيت ويكتفى بأن يسمع الخبر السعيد إذا فاز والتعيس إذا خسر.