يعد نموذج الملك توت عنخ آمون إحدى القطع الفريدة التي أثارت اهتمام علماء الآثار منذ اكتشافها في مقبرة الفرعون الشاب عام 1924. ويرى هاورد كارتر، مكتشف المقبرة، أن هذا النموذج ربما كان يستخدم في القصر الملكي لتعليق ملابس ومجوهرات الملك، أو كنموذج بالحجم الطبيعي يستخدمه الخياطون الملكيون في تصميم وحياكة الملابس الملكية. اقرأ أيضا| «الملك توت عنخ آمون» الشاب الذي خلد اسمه في التاريخ وعظمة عرشه الذهبي واليوم، وبعد مرور قرن على اكتشافه، لا يزال هذا النموذج يحتفظ بجماله وأهميته، معروضًا في المتحف المصري بالتحرير ليحكي قصة من تاريخ مصر القديمة. ** اكتشاف النموذج وأهميته الأثرية عُثر على هذا النموذج ضمن كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون، التي تعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. وقد فُسرت وظيفته بطرق متعددة، أبرزها كونه نموذجًا يساعد في تجهيز ملابس الملك، حيث كان يُستخدم لتعليق الأثواب والمجوهرات الملكية، أو ليكون دليلًا للخياطين الملكيين عند تنفيذ التصميمات الفاخرة التي تليق بمكانة الفرعون الشاب. ** وصف النموذج الفني والمادي يعود تاريخ النموذج إلى عصر الدولة الحديثة، وتحديدًا فترة حكم الملك توت عنخ آمون (1336-1327 ق.م). صنع من مادة متينة تعكس مهارة الفنانين المصريين القدماء في نحت التفاصيل بدقة، حيث يظهر الجسم بتناسق يوحي بملامح الملكية، ربما كان مغطى بطبقة من الجص أو القماش لتعكس المظهر النهائي للملابس الملكية. ** تطور عرض النموذج بين الماضي والحاضر منذ اكتشافه عام 1924، مر هذا النموذج بمراحل متعددة من الحفظ والعرض. في البداية، كان ضمن مقتنيات المخازن الأثرية، ثم نُقل إلى المتحف المصري بالتحرير ليُعرض للجمهور، ومع تقدم تقنيات الترميم والعرض، أُعيد تأهيله ليظهر بحالته الأصلية، حيث أصبح عنصرًا رئيسيًا في قاعة مقتنيات توت عنخ آمون، ليعكس تطور الحياة الملكية واهتمام الفراعنة بالزينة والملابس الفاخرة. ** أهمية النموذج في الدراسات الحديثة يعتبر هذا النموذج مصدرًا مهمًا للباحثين في مجال الأزياء الملكية المصرية القديمة، حيث يقدم لمحة عن الطرق المستخدمة في تصميم الملابس الملكية وكيفية تنفيذها. كما يساعد في فهم تفاصيل الحياة اليومية في القصر الملكي، مما يضيف بُعدًا جديدًا لدراسة التاريخ الاجتماعي في مصر القديمة. ويظل نموذج الملك توت عنخ آمون شاهدًا على روعة الحضارة المصرية القديمة، حيث يجسد اهتمام المصريين بالفنون والتصميم، ويقدم رؤية فريدة لحياة القصر الملكي. ومع استمرار عرضه في المتحف المصري بالتحرير، يظل هذا النموذج مصدر إلهام للزوار والباحثين، مؤكدا على عظمة التراث الفرعوني الذي لا يزال يبهر العالم حتى اليوم.