فى ظل رؤية القيادة السياسية لتمكين الشباب وتأهيلهم لتولى المناصب القيادية، تبرز قصص نجاح لافتة لنماذج شابة أثبتت جدارتها فى العمل التنفيذى والمحلى، هؤلاء القادة الشباب، مثل الدكتورة إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، ومحمد موسى، نائب محافظ المنوفية، والدكتور محمود عيسى، نائب محافظ الغربية، يضعون بصمتهم على مسيرة التنمية من خلال تولى ملفات حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر تُظهر هذه النماذج كيف استطاعت الكوادر الشابة التغلب على التحديات وتحقيق إنجازات ملموسة فى مجالات متعددة، من التحول الرقمى وتطوير البنية التحتية إلى تعزيز الخدمات الصحية والارتقاء بالقرى المنتجة، هذا التقرير يُسلط الضوء على رحلتهم القيادية، وأهم الملفات التى عملوا عليها، وكيف نجحوا فى كسب ثقة المواطنين من خلال عمل دؤوب ورؤية تنموية طموحة. محمد موسى نائب محافظ المنوفية: مشروعات القرى والمناطق الصناعية فى قلب خطط التنمية شارك محمد موسى، نائب محافظ المنوفية، فى العديد من الملفات الحيوية على مدار خمس سنوات قضاها فى العمل التنفيذى بالمحافظة، وأشاد بالثقة الكبيرة للقيادة السياسية بإمكانيات الشباب، والتى تجلّت فى منحهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم والمساهمة بفاعلية فى دفع عجلة البناء والتنمية التى تشهدها مصر، وفى هذا الحوار، نلقى الضوء على تجربته كأحد عناصر الإدارة التنفيذية ورصده لأبرز ملامحها. اقرأ أيضًا | «الأخبار» تستضيف سلامة والبلشى المرشحين لمنصب نقيب الصحفيين إيمان ريان نائب محافظ القليوبية: «البرنامج الرئاسى» يفتح آفاقًا جديدة للشباب الدكتورة إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، تُعد من أبرز النماذج القيادية النسائية التى برزت فى العمل الإدارى والمجتمعى منذ أن تم تكليفها بهذا المنصب فى 30 أغسطس 2018، هذه الخطوة جاءت ضمن مخرجات البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب، حيث كانت جزءًا من الدفعة الأولى التى تم إعدادها لتولى المناصب القيادية. ومنذ ذلك الحين، أثبتت جدارتها وقدرتها على تحقيق النجاح فى الملفات المكلفة بها، ما أهلها لكسب ثقة القيادة السياسية وتجديد الثقة بها للمرة الثالثة على التوالى، ومع نجاحها الباهر فى المهام الموكلة إليها، تحمل على عاتقها هموم المحافظة وتعمل جاهدة على تلبية تطلعات المواطنين وتحسين جودة حياتهم. التقت «الأخبار» بالدكتورة إيمان ريان للحديث عن تجربتها الثرية فى العمل العام، وكيف واجهت التحديات وقادت العديد من الملفات المتنوعة تحت إشراف المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية. فى البداية، أكدت الدكتورة إيمان أنها اكتسبت العديد من المهارات والخبرات العملية فى مجال المحليات مع المحافظين السابقين، الدكتور علاء مرزوق، واللواء عبد الحميد الهجان. وعن انتمائها للدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، أشارت إلى اعتزازها بأنها خريجة هذا البرنامج الذى ساهم فى إعداد كوادر شابة قادرة على شغل مواقع قيادية فى الجهاز الإدارى للدولة. وحول شعورها بعد تجديد الثقة بها للمرة الثالثة كنائب لمحافظ القليوبية، أعربت عن سعادتها وفخرها بهذه الثقة الغالية من القيادة السياسية، أكدت أنها عاهدت نفسها على أداء واجباتها بأقصى طاقتها وتنفيذ المهام الموكلة إليها بدقة. وعن مؤهلاتها الأكاديمية وخبراتها المهنية، ذكرت أنها حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 2007، وماجستير فى الدراسات الأورومتوسطية فى الاقتصاد الدولى عام 2015، ودكتوراه فى الاقتصاد الدولى والإدارة المحلية عام 2021، عملت أيضًا كمدرس مساعد فى الاقتصاد ومسئول ملف الاستثمار بمحافظة القاهرة لمدة عام قبل توليها منصب نائب المحافظ، وخلال مسيرتها، استفادت من المشاركة فى مؤتمرات الشباب والدورات التدريبية، التى تنظمها الأكاديمية الوطنية للتدريب. وفيما يتعلق بالملفات المكلفة بها، أوضحت الدكتورة إيمان أنها تعمل بجدية على ملفات التحول الرقمى والمخلفات والنقل الجماعى ومبادرة «حياة كريمة»، إلى جانب الحرف التراثية والعشوائيات، قامت بتنفيذ خطط حضرية لإعادة تنظيم الأسواق العشوائية مع توفير خيارات بديلة مناسبة وراقية بالتعاون مع المحافظ، كما أضاف لها المحافظ مؤخرًا مهام متابعة مشاريع رصف الطرق ورد الشىء لأصله والتخطيط العمرانى. أما بالنسبة لملف القمامة، فكشفت أن الجهود تنصب حول إنشاء منظومة متطورة للجمع السكنى للنفايات فى مدن عدة مثل شبرا الخيمة وبنها، مع التخطيط لتطبيقها فى قليوب والخصوص قريبًا، وأكدت رفع مئات الأطنان من النفايات المتراكمة لسنوات مع تحويل المناطق المستهدفة إلى مساحات خضراء ونظيفة. وحول التعديات على الأراضى الزراعية، أوضحت د. إيمان أن هناك متابعة مستمرة من المحافظ ورؤساء الوحدات المحلية والجمعيات الزراعية، مع تطبيق القرار الفورى لإزالة أى تعديات على الأراضى فور حدوثها. وعندما سُئلت عن التحديات التى تواجهها، أشارت إلى أن التحديات الأساسية تكمن فى الموارد المحدودة التى غالبًا ما تُقارن بالزيادة السكانية المستمرة، مما يتطلب بذل جهود مكثفة واستغلال أفضل للموارد البشرية المتاحة، وشددت على التعاون الإيجابى والدعم المستمر من الحكومة المركزية وكل الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المطلوبة. وفى رسالتها لمواطنى القليوبية، أكدت حرص القيادة السياسية والحكومة على تحسين الخدمات المقدمة إليهم، كما طالبت باستمرار الدعم والثقة لتحقيق الإنجازات المنشودة على أرض المحافظة تحت قيادة المحافظ أيمن عطية، الذى بدأ لقاءات أسبوعية منتظمة مع المواطنين للاطلاع على مشاكلهم وحلها بشكل مباشر. فى النهاية، وعدت الدكتورة إيمان بمواصلة جهودها المخلصة لخدمة المحافظة والعمل بجد لضمان تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق رضاهم بما يدعم التنمية المستدامة للمحافظة ككل. د. محمود عيسى نائب محافظ الغربية: تفعيل المراكز التكنولوجية بوابة لتقديم خدمات أفضل للمواطنين الدكتور محمود عيسى، نائب محافظ الغربية، من قرية كفر العرب بمركز كفر الزيات، حاصل على دكتوراه فى «المسئولية المدنية الناشئة عن الفساد المالى والإدارى»، يعد من القيادات الشابة ذات الفكر المتميز والنشاط الكبير، وحقق نجاحات ملموسة فى عدة مناصب، منها نائب رئيس مركز ومدينة كفر الزيات، ونائب رئيس حى ثان طنطا، ورئيس حى ثان طنطا، خلال رئاسته للحى، حصل المركز التكنولوجى على شهادة الأيزو وحقق العديد من الجوائز، مثل جائزة التميز الحكومى 2023 وجائزة مصر للتميز الحكومى 2022، كما قدم مشروع «حى أخضر ذكى»، وأسند له الإشراف على تطوير كورنيش طنطا، بالإضافة إلى تطوير مراكز تكنولوجية بالقرى وتحسين مداخلها. ما هو شعورك بعد اختارك نائبًا لمحافظ الغربية؟ منذ تخرجى فى كلية الحقوق، عملت فى مجال المحليات وركزت على تحقيق النجاح فى جميع التكليفات التى وُكلت إليّ. اختيارى لمنصب نائب المحافظ جاء نتيجة للاجتهاد فى العمل والسعى لتحقيق أحلام المواطنين، هذا الأمر يمثل فرصة حقيقية للمجتهدين فى الإدارة المحلية لتولى المناصب القيادية، خاصة أن معايير الاختيار تعتمد على الاجتهاد، العلم، التنمية الفعلية، الإنجاز، وخدمة المواطنين من خلال تلبية طلباتهم بفعالية، هذه التجربة عززت قناعتى بأن العمل الجاد لا يضيع هباء، وأن الدولة تقدر وتكافئ جهود المخلصين. ما أهم الملفات التى تم إسنادها إليك بعد تقلدك منصب نائب المحافظ؟ أوضح اللواء أشرف الجندى، منذ لقائنا بعد حلف اليمين، أننا سنعمل جميعًا بروح الفريق لخدمة أبناء المحافظة التى نشأت وترعرعت فيها منذ الصغر وحتى الآن. وقد أوكل إلى بعض الملفات المهمة مثل مبادرة «بداية»، الإشراف على المراكز التكنولوجية، ملف «حياة كريمة-المرحلة الثانية»، القرى المنتجة، والإزالات، إضافةً إلى ذلك، شاركت فى متابعة مشروعات البنية التحتية، الرصف، وملفات التعليم والصحة وغيرها من القضايا التى نعمل عليها جميعًا كفريق متكامل. وماذا حققتم فى ملف الإزالات بعد انتهاء الموجة 24 ؟ تم خلال الموجة 24 إزالة 197 حالة تعدٍّ على الأراضى الزراعية المملوكة للمواطنين، بإجمالى مساحة 13 فداناً و5 قراريط و19 سهماً، حيث تم رفع أنقاض تلك التعديات على نفقة المعتدين-أصحاب الأراضى-وتنظيفها وإعادة زراعتها، كما شملت الإجراءات إزالة 142 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة، من بينها 99 حالة تعدٍّ على أراضٍ زراعية، والتى تمت معالجتها أيضاً لإعادتها للزراعة، بالإضافة إلى ذلك، تم إزالة 43 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة بمساحة تبلغ 20 ألف متر مربع داخل الكتلة السكنية، حيث سيتم استغلال تلك الأراضى للنفع العام. وماذا عن المشروعات الخدمية كالصحة والقرى المنتجة؟ يتم حاليًا تطوير مستشفى حميات كفر الزيات، وإنشاء مستشفى طنطا العام، وتحسين مستشفى الصحة النفسية بطنطا، بالإضافة إلى تحديث مستشفى السنطة المركزى ومستشفى صدر المحلة، كما يتم رفع كفاءة المجمع الطبى بطنطا ومركز تنمية صحة الأسرة بقرية ششتا، وإنشاء مركز أورام طنطا الجديد وتحديث مستشفى قلب المحلة، ضمن خطة تطوير قطاع الصحة بتكلفة ضخمة. وفيما يخص تطوير القرى المنتجة، تم تصنيف 29 قرية كقرى منتجة، أبرزها قرية شنراق التى تقوم بزراعة العنب وتحويله إلى زبيب للتصدير، كما تم زيارة مصانع الكتان فى شبراملس وميت هاشم وكفر العزيزية لدراسة تحديات المنتجين، كذلك، يجرى تطوير مصنع للغزل والنسيج فى المحلة لتحويل الكتان إلى أقمشة، مما يساهم فى إضافة قيمة للاقتصاد الوطنى. وما أثر تفعيل دور المراكز التكنولوجية بالمحافظة؟ طلبات التصالح التى تم تقديمها منذ مايو الماضى 34928 طلبا وعدد الطلبات التى انتهت من المتغيرات بالديوان العام بلغ عددها 32633 طلبا وجملة ما تم تسليمه للمواطنين 32543 طلبا وعدد الطلبات المقبولة 33068 طلبا مطالبا المواطنين بالتقدم للمراكز التكنولوجية لتقنين أوضاعهم وإدخال المرافق لهم حفاظا على منشآتهم التى تم صرف ملايين الجنيهات عليها، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا.