سميحة شتا استدعى الحدث أن نغير من طبيعة البورتريه فالأمر هنا لا يتعلق بشخص ولكن مؤسسة لم يمر على تأسيسها سوى شهور قليلة ولكنها تحولت إلى مصدر خوف لتل أبيب خاصة أن مهمتها الأساسية ملاحقة مجرمى العدوان الإسرائيلى على غزة سواء عسكريين أو سياسيين وآخر أهدافها وزير الخارجية الإسرائيلى الذى بدأ منذ أيام جولة تنقله إلى بروكسل ثم واشنطن، حيث أعلنت المؤسسة تقدّمها رسميا بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، تطالب فيها بإصدار مذكرة اعتقال لوزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر، بتهمة «ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» خلال حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. ووصفت المؤسسة ساعر بأنه «عضو بارز فى حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين) نتنياهو وشخصية رئيسية فى صنع القرار فى إسرائيل»، مضيفة أنه «لعب دورا محوريا فى صياغة وتنفيذ السياسات التى أدت إلى النزوح الجماعى والعقاب الجماعى والهجمات المنهجية على المدنيين الفلسطينيين». وكانت مؤسسة هند رجب قد وجهت نداءً عاجلاً للتحرك قبل زيارة ساعر لبروكسل يوم الثلاثاء الماضي، وقالت المؤسسة إن «السماح لمجرم حرب مشتبه به بزيارة بروكسل دون اعتراض سيكون خيانة للالتزامات القانونية الدولية والمبادئ الأساسية للعدالة»، وكانت المؤسسة، التى أنشئت تكريما لهند رجب، الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر ست سنوات والتى قُتلت بنيران دبابة إسرائيلية أثناء وجودها فى سيارة عائلتها فى غزة فى 29 يناير 2024، قد تقدمت فى وقت سابق بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد ألف جندى إسرائيلى بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» فى غزة. إن مؤسسة هند رجب هى منظمة غير حكومية مؤيدة للفلسطينيين تقول إنها ملتزمة «بكسر حلقة الإفلات الإسرائيلى من العقاب وتكريم ذكرى هند رجب وكل أولئك الذين لقوا حتفهم فى الإبادة الجماعية فى غزة». وكانت المنظمة قد رفعت دعوى قضائية ضد جندى إسرائيلى سابق كان يقضى إجازته فى البرازيل، متهمة إياه بالمسئولية عن ارتكاب جرائم حرب أثناء خدمته فى غزة. وأمر قاض برازيلى الشرطة بالتحقيق مع الجندى بناء على شكوى المنظمة، لكنه غادر البلاد. وكانت هذه الدعوى القضائية واحدة من سلسلة دعاوى قضائية رفعتها المجموعة، التى تتبعت أنشطة مئات الجنود الإسرائيليين الذين يخدمون فى غزة. وقد أثارت المؤسسة صدمة فى الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، مما دفع السلطات الصهيونية إلى اتخاذ تدابير جديدة لإخفاء هويات أفراد الجيش من جميع الرتب، وإصدار تعليمات رسمية حول كيفية تجنب الاعتقال أثناء السفر إلى الخارج. وقد حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإسرائيليين من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى المتعلقة بخدمتهم العسكرية، قائلة إن «العناصر المعادية لإسرائيل قد تستغل هذه المنشورات لبدء إجراءات قانونية لا أساس لها ضدهم». تأسست مؤسسة هند رجب فى سبتمبر 2024 فى أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وأعلنت يوم 12 أكتوبر من العام نفسه اتخاذ مقر لها فى بلجيكا، وهى فرع من «حركة 30 مارس»، تركز على محاكمة وملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وتأسست تكريما للطفلة هند رجب التى استشهدت مع عائلتها فى غزة. ويدير المؤسسة مجموعة من النشطاء المناهضين لإسرائيل.