يكابد أهل غزة هذه الأيام لمحاولة إدخال الفرحة على النفوس مع قرب حلول شهر رمضان، بمحاولة إزالة الركام عن مساجد القطاع المدمرة، بعد أن هدم العدو الصهيونى 1109 مساجد من إجمالى 1244 تدميرًا كليًا أو جزئيًا. شمر الغزيون عن سواعدهم لإقامة مساجد من خيام كبيرة وفرشها بالحصر وعمل قبلة ومحراب بسيطين حتى يمكنهم أداء صلوات التراويح رغم التحديات الرهيبة باستشهاد 315 من الأئمة والدعاة ومقيمى الشعائر. وفى محاولة لإزالة غمامة الحزن عن أهل غزة بفعل تبدد إحساسهم بروحانيات صيام شهر رمضان الماضى بعد أن صاموا بالفعل 471 يومًا بسبب حرب التجويع والتعطيش التى مارسها العدو بحظر إدخال المواد الغذائية والمياه. وسعيًا لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال قامت شابة فلسطينية اسمها «ريهان شراب» تقيم فى خيمة بدائية بين أنقاض المنازل بخان يونس باستخراج قطع القماش من تحت الركام وتنظيفها لتصنع منها ومن كراتين المساعدات الغذائية فوانيس تقوم بتوزيعها على الأطفال. فى رمضان الماضى افترش المصلون الأزقة والشوارع بين أنقاض المساجد المدمرة، واضطر بعض الأئمة لعدم الإطالة فى صلاة التراويح بسبب القصف المتواصل الذى جعل الجميع يصلى صلاة مودع. أدى أهالى مدينة رفح مثلا صلاة التراويح على أنقاض مسجد الفاروق بمخيم الشابورة وفى مدينة غزة أصر إمام المسجد العمرى الكبير على إقامة الصلاة على أنقاض المسجد التاريخى المدمر. فرج الله آتٍ مع الهدنة ليكون رمضان هذا العام شهر خير وبركة بعد معاناة طالت أهل غزة من شح المواد الغذائية وبيات الكثيرين فى العراء والتزايد الهائل فى عدد الأسر المحتاجة التى لم يفطر بعضها العام الماضى إلا على شربة ماء أو كسرة خبز أو وعاء رز أو شق تمرة.