كشفت منظمة الصحة العالمية، أن دول إقليم شرق المتوسط يواجهون تحديًا متزايدًا يتمثل في ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات، مما يهدد الصحة العامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وبحسب تقرير المخدرات العالمي لعام 2024، فإن 6.7% من سكان الإقليم يتعاطون المخدرات، وهى نسبة تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 5.6%. وأوضحت المنظمة تفاوت أنماط تعاطي المخدرات في المنطقة؛ ففي أفغانستان، وإيران، وقطر، يعد الأفيون أكثر المواد انتشارًا، في حين يشهد الترامادول انتشارًا واسعًا في مصر، ليصبح مكافئًا للقنب من حيث شيوع التعاطي، أما في العراق، وليبيا، وسوريا، فيتزايد إساءة استخدام الأدوية الطبية مثل البنزوديازيبين والكابتاغون. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات في الإقليم قد تضاعف منذ عام 1990، ليصل إلى نحو 3.4 مليون شخص بحلول عام 2019، كما ترتبط هذه الزيادة بارتفاع معدلات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد C بين متعاطي المخدرات بالحقن، حيث تصل نسبة انتشار فيروس HIV بينهم إلى 18.2%، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 12.4%، فيما يعاني 51.4% منهم من التهاب الكبد C، وهو معدل يفوق المتوسط العالمي البالغ 48.9%. الفجوة العلاجية في خدمات الإدمان في شرق المتوسط اقرا ايضا مدير مكافحة الإدمان يعلق على «شوكولاتة الحشيش» وأوضحت المنظمة أنه رغم التأثيرات الصحية والاجتماعية الكبيرة لتعاطي المخدرات، لا تزال خدمات العلاج تعاني من نقص شديد في إقليم شرق المتوسط، وفقًا لتقرير المخدرات العالمي لعام 2024، فإن شخصًا واحدًا فقط من كل 11 شخصًا يعاني من اضطرابات تعاطي المخدرات يحصل على العلاج على مستوى العالم، لكن هذا الرقم ينخفض في الإقليم ليصبح شخصًا واحدًا فقط من كل 13 شخصًا. ويُعزى هذا التفاوت إلى عدة عوامل، أبرزها: ضعف فرص الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب نقص المرافق والخدمات المتخصصة. عدم توفر الأدوية الأساسية المستخدمة في علاج الإدمان. الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالتعاطي، والتي تمنع الكثيرين من طلب المساعدة خوفًا من التمييز أو العقوبات القانونية.