سفاح المعمورة.. مجنون أم انتابته لوثة؟ ماتت عواطفه جميعا ودفنها، وجرى في عروقه دم أزرق يحمل حقد بعد أن لبس عباءة إبليس الذي تبرأ من كل جرائمه التي يهتز أمامها بشاعتها عرش السماء، حيث يحمل بين ضلعيه حجر صوان. اقرأ أيضا| جرائم سفاح الإسكندرية تهز «عروس المتوسط».. لغز ال18 شقة و20 بطاقة رقم قومي السطور التالية تروي حالة شاذة تطفو على مسرح الجريمة في مجتمعنا، وقضية تطل فيها الجريمة بأبشع صورها، وأشنع ملامحها، فما أبغض من الاعتداء على حق الإنسان في الحياة، وقد نهى المولى عز وجل في جميع شرائعه عن قتل النفس إلا بالحق، وجعله من أشد الأعمال جرما وأكثرها إثما. سفاح المعمورة فتحت له الدنيا ذراعيها، وافاض الله سبحانه وتعالى عليه من نعمه، فما كان منه إلا أن سلك طريق الغواية ضاربا بعرض الحائط أخلاقيات مهنته كمحام ومثالا للقضاء الواقف، إلا إنه أصبح قاتلا محترفا تجرد من كل المشاعر والانسانية. حيث أقدم سفاح المعمورة على أول جرائمه بعد أن شطب من قاموسه كلمة الرحمة، وكانت إحدى ضحاياه زوجته عرفيا حيث أتقن التلاعب بمشاعر الآخرين، ويتظاهر بمشاعر لايحملها في الحقيقة، ويدعي الحب والاهتمام ليحقق مكاسب مادية وعاطفية، وتركز نشاطه ولقاء موكليه على عدد من المقاهي في منطقة المندرة، وميدان الساعة، والمعمورة بمحافظة الاسكندرية. وبعد أن نصب شباكه حول زوجته العرفي، والتي لم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر، انقض عليها سفاح المعمورة كالوحش الكاسر، ولم يرحم ضعفها، ونظراتها التي كانت تبدو كنظرات سقيم يرى الحياة من وراء نقاب الموت، تئن أنينا خافتا لايكاد يتجاوز صدرها، وتمكن منها وشل حركتها وأنهى حياتها. وبعد أن أسدل الليل ستائره قام سفاح المعمورة بدفنها تحت أرضية الشقة التي قام باستئجارها، وماإن اكتشف أمره، والقي القبض عليه، وأثناء التحقيقات، كان قد تلقى قسم شرطة المنتزه بلاغا يفيد بالعثور على جثة أخرى، وفي وقت لاحق أيضا تم اكتشاف جثمان لرجل مدفون تحت أرضية شقة، كان قد استأجرها المتهم بمنطقة العصافرة. اقرأ أيضا| التحقيقات مستمرة.. أين اصطاد سفاح الإسكندرية ضحاياه؟ وكشف التحريات بأنه قام باستئجار 18 شقة بالدور الأرضي كي يخفي فيها جرائمه غير الإنسانية، ومازالت المفاجأت تتوالى.