منذ وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب البيت الأبيض وهو يشن حملاته حتى ضد حلفائه، فكانت تصريحاته عن العلاقات التجارية مع كندا والمكسيك والصين، والتلويح بمثيلاتها على أوروبا. كل يوم بل كل لحظة يأتى الجديد من البيت الأبيض، أمور فوق مستوى المتوقع، فالرئيس الأمريكى لديه الجديد لم ينتظر الكثير حتى يجلس على المكتب البيضاوى، إذ عاجل الجميع بحروب وانتقامات فور فوزه فى الانتخابات مستدعيًا لمقولة نابليون بونابرت بأن الذى ينقذ بلاده لا ينتهك أى قانون.. وتوالت خططه لتغيير ملامح خرائط العالم.. بضم جرين لاند واعتبار كندا الولاية الحادية والخمسين وتهجير سكان غزة وغيرها فى أحاديث وجدل واعتراضات وتلويحات بالرفض والرد بالمثل مع واقع يؤكد قوة ترامب والولايات المتحدة التى تسمح بفرض قراراتها، وحلول غير مطابقة للواقع حتى مع صديقتها أوكرانيا التى استبعدتها من حلول النزاع واعتبرت عودة العلاقات الأمريكية الروسية صفقة تستحق الانقلاب على الحلفاء. وكأن الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات دفعت فيها أوكرانيا الكثير كظهير للولايات المتحدة وحلف الناتو الذى رفض انضمام كييف إليه بعد سلسلة من الوعود. الرئيس ترامب يحدث تحولًا يدفع المشهد العالمى لمشهد شبيه بشكل العالم بعد الحرب العالمية الثانية باشعال الحروب فى الشرق الأوسط وامتداده لأوروبا بخلق عالم جديد فى محاولات للهيمنة الأمريكية فى مواجهة أوروبا التى صارت فى أضعف حالاتها، ومنطقة الشرق الأوسط التى أنهكتها النزاعات، وعلى الرغم من تخوفاته الحقيقية من الصين نظرًا لتفوقها الاقتصادى والعسكرى لكنه يفعل كل ما يحلم به، ويقترب من روسيا التى منيت بخسائر ليست بالهينة حتى أنه يهدد بتغيير خرائط العالم بدءًا من تهجير الفلسطينيين بإعلان أنه سيمتلكها، أو فرض أى تصور دون وجود الفلسطينيين رغم الموقف الموحد لكل من الدول العربية حتى الرفض العالمى الأوروبى. وتتوالى المشاهد ويزداد التعقيد ويدخل الجميع فى نزاعات سياسية واقتصادية، وعسكرية، ترهق الجميع دون تمييز بين دولة وأخرى، مما دفع الجميع فى البحث عن بدائل دون حلول عادلة للأزمات .