سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الرصاصة قبل الخبز».. ارتفاع الإنفاق العسكرى العالمى إلى 2.4 تريليون دولار فى 2023 الهواء مشبع بالبارود من يشعل فتيل الحرب؟ الشرق الأوسط قنبلة جاهزة للانفجار
يكتب: «بيزنس» الحديد والنار المستفيدون من تعدد بؤر الصراع على خريطة العالم يُفهم أن يتم التهديد بنشوب حرب عالمية ثالثة فى إطار المكايدة السياسية بين حملات المرشحين فى الانتخابات الأمريكية.. وقد يكون من المشروع أن يتم التلويح باستخدام سلاح الردع النووى من جانب دولة ترى أنها بذلك تدافع عن مصالحها وتحمى أمنها القومى.. كل هذا يظل مقبولًا طالما لم يخرج عن إطار حرب التصريحات والمناورات السياسية.. لكن المقلق أن حقيقة المشهد العالمى والإقليمى ليست بعيدة عن تهديدات وتصريحات ومكايدة السياسيين.. الاستعداد للحرب ففى إطار الصراع الدائر فى شرق أوروبا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية والدعم الأمريكى والغرب لأوكرانيا نشرت صحيفة «بيلد» وثائق سرية خاصة بوزارة الدفاع الألمانية كشفت استعداد ألمانيا لسيناريو الهجوم الروسى على حلف شمال الأطلسى فى صيف 2025.. فى حين قال وزير الدفاع الألمانى إن على بلاده الاستعداد للحرب بحلول عام 2029، وطالب بتحسين القدرة الدفاعية لجيشه وإصلاح نظام التجنيد الإجبارى.. وفى سياق موازٍ كانت هناك تصريحات خلال يوليو الماضى لقائد الجيش البريطانى أكد خلالها أن جيش بلاده يجب أن يكون جاهزًا لحرب موسعة فى غضون ثلاث سنوات. أما فى أقصى الشرق مازالت عسكرة المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبى مستمرة بسبب حشد القوات الأمريكية الداعمة لتايوان فى أزمة انفصالها عن الصين.. وفى أى لحظة يمكن أن ينشب احتكاك مباشر بين البوارج والطائرات الصينيةوالأمريكية مما ينذر بحرب نووية لا تبقى ولا تذر. اقرأأ يضا| انتخابات أمريكا 2024| كيف يختلف ترامب وهاريس في رؤية القضايا الساخنة؟ انفاق جنونى ومع تطورات الأزمة فى الشرق الأوسط بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة دخلت أطراف جديدة فى المعادلة واتسعت بؤرة الصراع لتضم إيران وحلفاءها فى اليمن والعراق ولبنان.. فأصبح البحر الأحمر ممرًا غير آمن لحركة التجارة العالمية، ومع استمرار التصعيد فى الشرق الأوسط وحشد الآليات العسكرية من كل حدب وصوب أصبح الشرق الأوسط قنبلة جاهزة للانفجار فى أى لحظة.. وهو ما دفع قادة كل من مصر وأمريكا وقطر لإصدار بيان أول أمس فى محاولة لنزيع فتيل الأزمة وأكدوا خلاله أنه قد حان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ووجهوا الدعوة للجانبين لاستئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء 14 أغسطس أو الخميس 15 من ذات الشهر فى الدوحة أو القاهرة لسد جميع الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أى تأجيلات جديدة. كل بؤر الصراع على خريطة العالم والتى تنذر بنشوب حرب عالمية فى أى وقت أدت لتدهور مؤشر السلام العالمى لعام 2024 وفقًا لمعهد الاقتصاد والسلام (IEP)، الذى أرجع فى تقريره الصادر فى يونيو الماضى انهيار مؤشر السلام إلى نشوب 56 صراعًا، وهو ما اعتبره المعهد أكبر عدد للصراعات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأكد التقرير أن العالم أصبح أقل سلامًا. انتشار مناطق النزاعات المسلحة على مستوى العالم أدى لتغير فى استراتيجيات أغلب دول العالم، التى اتجهت للإنفاق على شراء الأسلحة بجنون ليصل معدل الإنفاق العسكرى عالميًا خلال عام 2023 إلى 2.4 تريليون دولار فى أعلى مستوى له فى التاريخ، وذلك وفقًا لتقرير صادر فى أبريل الماضى عن معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام «سيبرى». هذا الإنفاق على شراء السلاح عالميًا بمستواه القياسى غير المسبوق يصب بالتبعية فى صالح الدول والشركات المتخصصة فى صناعة السلاح.. مما يجعل للصراعات المنتشرة على اتساع خريطة العالم بُعدًا آخر مرتبطًا إن لم يكن وثيق الصلة بزيادة بؤر التوتر، وهو البعد الاقتصادى الذى تتحرك من أجله الأساطيل الحربية حفاظًا على هيمنة الدولار والإبقاء على سيادته على النظام المالى الحالى.. فى مواجهة التجمعات الاقتصادية الدولية الساعية لإحلال العملات المحلية بديلًا عن الدولار فى المعاملات التجارية وحركة الاستيراد والتصدير.. ومنها تجمع «بريكس».. وهو التوجه المالى الجديد الذى تقوده كل من الصين وروسيا. صراع إمبراطورى هذه المشاهد المتداخلة والمتزامنة والتى نتجت فى الأساس عن صراع إمبراطورى بين معسكر غربى بقيادة أمريكا وبريطانيا وحلفائهما للحفاظ على النظام العالمى بتركيبته الحالية.. فى مقابل إمبراطورية الشرق الصاعدة بقيادة الصين وروسيا وحلفائهما، والتى تهدف لإنهاء الهيمنة الغربية وخلق نظام عالمى متعدد الأقطاب خلّفت وراءها كل هذه الضبابية فى مستقبل العالم الذى ينجرف يومًا بعد الآخر نحو النهاية.. وهو ما يستلزم من الجميع إحكام لغة التفاهم وتغليب لغة المنطق قبل أن تفرض الحرب كلمتها النهائية.