يواجه قطاع الغاز الطبيعي في أوروبا تحديات غير مسبوقة، حيث استقرت أسعار الغاز الطبيعي عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بداية متقلبة لعام 2025، بعد سلسلة من التقلبات الحادة التي أثرت على أسواق الطاقة العالمية. وفي صباح أمس الإثنين، تم تداول العقود المستقبلية القياسية للغاز الطبيعي بالقرب من 50 يورو لكل ميجاوات في الساعة، بعد تراجعها بشكل كبير من أعلى مستوى لها في عامين، جاء هذا التراجع ليزيل معظم المكاسب التي حققتها الأسعار منذ بداية العام الجاري. زيادة أسعار الغاز الطبيعي شهدت أوروبا زيادة ملحوظة في أسعار الغاز في الأسابيع الأخيرة، نتيجة للطقس البارد الذي أدى إلى استنزاف سريع للمخزونات، مما أثار المخاوف بين المتداولين من أن الأسواق قد تواجه صعوبة في تأمين الإمدادات الكافية لإعادة ملء المخزونات خلال فصل الصيف المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار في المستقبل. اقرأ أيضا | تحديات من روسيا وآسيا وأمريكا.. أسعار الغاز في أوروبا ترتفع لأرقام قياسية تقلبات أسعار الغاز سجلت أسواق الغاز الأوروبي تقلبات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، مع استمرار المخاوف من شح الإمدادات، وفي آخر تطورات الأسعار، انخفضت العقود الآجلة للغاز الهولندي "المؤشر الرئيسي لأسعار الغاز في أوروبا" بنسبة 1.97% لتصل إلى 49.685 يورو لكل ميجاوات/ ساعة، مسجلة أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع. تحديات تأمين الإمدادات تواجه السوق الأوروبية تحديات إضافية بسبب توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وهو ما كان يشكل 5% من واردات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، هذا التوقف جعل الأسواق الأوروبية أكثر اعتمادًا على الغاز الطبيعي المسال، مما يزيد من تعقيد الوضع في ظل منافسة دولية متزايدة على هذه الإمدادات. اقرأ أيضا | أسعار الغاز الأوروبي تتراجع مع انحسار مخاوف الامدادات استقرار نسبي في الأسعار لكن الوضع بدأ يشهد بعض التحسن بفضل المحادثات الجارية على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن تخفيف القيود المتعلقة بتخزين الغاز، تلك المباحثات قد تساهم في تخفيف الضغوط على السوق وتحقيق استقرار نسبي في الأسعار. كما أن الظروف الجوية الحالية تدعم التفاؤل، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في المناطق الشمالية الغربية من أوروبا فوق المعدلات الموسمية المعتادة خلال الأيام المقبلة، مما يساهم في تقليل الطلب على الغاز. اقرأ أيضا | سعر الغاز الطبيعي الأوروبي يسجل أعلى مستوى له منذ عامين زيادة واردات الغاز ساهمت زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في تهدئة القلق بشأن نقص الإمدادات، فقد أسهمت هذه الزيادة في الحد من تسارع السحب من المخزونات المحلية، وهو ما ساعد في الحفاظ على استقرار الأسعار إلى حد ما، لكن لا يزال المخزون الأوروبي يتعرض لضغوط شديدة نتيجة ارتفاع الطلب. انخفاض مخزون الغاز الأوروبي وبحسب تحليلات محللين من "ريستاد إنرجي"، من المتوقع أن ينخفض مخزون الغاز في أوروبا إلى حوالي 43 مليار متر مكعب بنهاية فصل الشتاء، وهو ما يعادل نسبة ملء تصل إلى 39%، ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع المخزون مرة أخرى إلى حوالي 48 مليار متر مكعب أي بنسبة 43% بحلول نهاية موسم التدفئة في أواخر مارس، وهذه التوقعات تشير إلى تحسن في الوضع العام بعد فترة من القلق المستمر حول قدرة الأسواق على تجديد المخزونات بنجاح. اقرأ أيضا | «غازبروم» الروسية تبيع وحدتي تجارة الغاز المملوكة لها في النمسا وإيطاليا استئناف إمدادات الغاز الروسي وإلى جانب العوامل الجوية والاقتصادية، تتدخل السياسة الدولية في تشكيل مشهد أسعار الغاز في أوروبا، حيث تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الدفع باتجاه إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يؤدي إلى استئناف بعض إمدادات الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية. التوجه نحو الطاقة المتجددة تسعى أوروبا بشكل متسارع إلى تحويل طاقتها إلى مصادر متجددة كجزء من خططها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، هذا التحول قد يقلل بشكل تدريجي من الاعتماد على الغاز الطبيعي، فقد يشهد السوق في المرحلة الانتقالية بعض التقلبات نتيجة لضغط المخزونات والطلب المرتفع على الغاز خلال فترات الشتاء. اقرأ أيضا | تحول عالمي نحو الطاقة المتجددة: اليابان تواجه هيمنة الصين في سوق الألواح الشمسية التغيرات في سياسة الطاقة الأوروبية تواصل الدول الأوروبية تبني استراتيجيات جديدة للحد من الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي، وقد تأثرت الأسواق الأوروبية بتطورات السياسة المتعلقة بتحقيق الاستقلالية الطاقية، فمنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، سعت أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بشكل كبير، مما دفعها إلى البحث عن بدائل أخرى مثل الغاز الطبيعي المسال "LNG"، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. اقرأ أيضا | أسعار الغاز ترتفع في أوروبا مع قرب انتهاء أجل اتفاق العبور