واقع جديد يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه في شمال الضفة الغربية منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث انتقلت أعمال الإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال في غزة لشمال الضفة الغربية وأصبحت حياة الفلسطينيين في مدن ومخيمات شمال الضفة كابوسا نتيجة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي هناك والتي تسببت فى حركة نزوح كبيرة من الفلسطينيين، بالتزامن مع حراك إسرائيلي سافر لضم الضفة الغربيةالمحتلة. ففي اواخر يناير الماضى، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة جنين ثم قام بتوسيعها لتصل إلى مدن أخرى شمال الضفة حيث استنسخ الاحتلال الإسرائيلي تجربة قطاع غزة وخلق واقعاً معقدا هناك، حيث دمر مئات المنازل بشكل كامل في المخيم ونسف أحياء سكنية ، وجرف الشوارع وحرق ودمر الكثير من ممتلكات الفلسطينيين واعتقل اكثر من مائة فلسطينى وقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأجبر حوالى20 ألف فلسطينى على النزوح من المخيم واكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "اونرا "أن العمليات المدمرة التي نفذتها قوات الاحتلال "جعلت مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن، مما جعل السكان في حالة نزوح مستمرة". ووصفت النزوح هذه المرة بأنه الأشد عنفا وقسوة منذ عقود من الإرهاب الإسرائيلي هناك وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يشعر فيه اليمين الإسرائيلي، والعديد من أعضاء حركة الاستيطان، بالجرأة بعد كلمات بعض المسؤولين في إدارة ترامب الذين اقترحوا أن لإسرائيل الحق في ضم جزء كبير أو كامل من الضفة الغربية، التي تضم أكثر من مليون فلسطيني كما تضع اسرائيل أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية والتي احتلتها من الأردن في حرب عام 1967، وتعتبر المستوطنات اليهودية هناك غير قانونية بموجب القانون الدولي. العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين أصبح حدثا شبه يومي في الضفة الغربية، ففي العام الماضى، وثقت الأممالمتحدة 1,420 حادثة عنف من جانب المستوطنين أدت لوقوع إصابات و أضرار في الممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية. هذه السياسة تعكس هدف إسرائيل بتكريس السيطرةعلى الضفة لعرقلة أي تسوية سياسية مستقبلية.. وخلق حقائق غير قابلة للتغيير على الأرض. آمال المغربى