د. طارق فهمى فى المجمل ومع هذه التطورات المهمة ستكون زيارة روبيو مهمة، وستكون معنية بمواصلة الضغط الأمريكى الحالى لتنفيذ المرحلة الثانية المعطلة مع نجاح عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس فى دفعتها السادسة، تتجه الأنظار الآن إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار فى قطاع غزة. فبينما قالت قيادات من حماس إن مفاوضات المرحلة المقبلة ستبدأ قريبًا، لا توجد تأكيدات لذلك من إسرائيل والولاياتالمتحدة، ما يعنى أن هدنة غزة تواجه امتحانًا حقيقيًا سيحدد استمرارها أو عودة الحرب من جديد بعد أن أطلقت إسرائيل 369 أسيرًا فلسطينيًا بعدما أفرجت حركتا حماس والجهاد عن 3 من الرهائن فى غزة ويتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو للشرق الأوسط يستهلها فى إسرائيل وتشمل السعودية والإمارات تبحث المضى قدمًا فى تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة. والواضح أن الإدارة الأمريكية تتحرك فى دوائر كثيرة، فبخلاف زيارة روبيو، فإن هناك تحركات للمبعوث الأمريكى مع إسرائيل.. وكلاهما يستهدف ملف الترتيبات الأمنية اللاحقة بالقطاع وملف الإفراج عن الأسرى، فى ظل أن المرحلة الثانية المعنية بإطلاق مزيد من الرهائن وتنفيذ عدد من الالتزامات، ستكون معقدة وتحتاج إلى جهد كبير لتجاوز أى عراقيل إسرائيلية وإن كانت هناك بعض المؤشرات التى تدعو إلى مناخ جديد فى مستوى ما يجرى سياسيا حيث كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط قد دعا إلى ضرورة قيام حركة حماس بالتوافق مع السلطة الفلسطينية وتنكر الذات وأنه إذا كانت الرؤية الدولية، والمصلحة الفلسطينية، تتطلبان أن تتنحى حماس عن الوجود فى الصورة بهذا الشكل الواضح، فليكن وبإرادة عربية، وبتوافق وتراضٍ فلسطيني، كما أيّد المستشار الدبلوماسى لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، دعوة تنحى حماس عن حكم القطاع كما تتالت التصريحات بشأن تشكيل لجنة مؤقتة للإعمار والإغاثة من شأنها أن تكون عامل حاسم فى التعجيل بإنهاء عراقيل إسرائيل واستكمال مسار المفاوضات بوتيرة سريعة، وأن تلك الموافقة من حماس ستدعم الموقف المصرى المنتظر أن يعلن خطة بديلة لتهجير الفلسطينيين فى القمة العربية قريبًا. فى المجمل ومع هذه التطورات المهمة ستكون زيارة روبيو مهمة، وستكون معنية بمواصلة الضغط الأمريكى الحالى لتنفيذ المرحلة الثانية المعطلة على اعتبار أن واشنطن لا تزال متمسكة بفكرة التهجير، لكن التحرك العربى لا سيما المصرى بطرح مشروع بديل مهم، وسينال مشروعية فى القمة العربية أواخر الشهر الحالي، ويمكن أن يجعل هناك مشاورات إيجابية تصب فى إنجاز المرحلة الثانية من الهدنة، وعدم فشل مفاوضات الهدنة ولهذا فإن تأكيد حماس عدم رغبتها فى المشاركة بإدارة غزة، سيحبط خطط الرئيس الأمريكى ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، وكذلك ذرائع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن رفض بقاء الحركة فى القطاع كما يجب الوضع فى الاعتبار عدم رغبة الحكومة الإسرائيلية فى الانخراط فى مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، والخشية من عدم نجاحها، نظرا لبنودها التى لا تتماشى مع رؤية رئيس الوزراء نتنياهو فى هذا التوقيت وبعد زيارة الولاياتالمتحدة وحصوله على دعم أمريكى غير مسبوق، إضافة لظهور بعض الأفكار البديلة فى المستوى العسكرى خاصة بعد التغييرات التى طرأت فى هيئة الأركان وبعض المواقع القيادية العليا فى الجيش الإسرائيلى خلال الفترة الأخيرة فى الظهور مع اتضاح الصورة الراهنة -حتى قبل قرار حركة حماس- أن نتنياهو لن يستسلم ولن يوافق على إعلان وقف الحرب أو وقف إطلاق النار الدائم فى الانتقال إلى المرحلة «ب»، فإن الأطراف المختلفة، بما فى ذلك المسئولون العسكريون، يحاولون إيجاد حل وسط والتركيز على ضرورة تحديد الدور العربى فى قطاع غزة، والتركيز على الرفض المصرى والأردنى لفكرة التهجير، والتركيز على مقررات الشرعية الدولية الخاصة فى هذا الإطار وإفساح المجال للسعودية للعب دور مركزى فيما يجرى من تطورات مع إدارة الرئيس ترامب خاصة أن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو تشير إلى العمل على إبرام اتفاق استراتيجى مع الرئيس ترامب على مستقبل غزة، يتجاوز حدود أى اتفاقيات سابقة وينقلب على الاتفاق الموقع فى الدوحة والحصول على دعم أمريكى لعمليات عسكرية إضافية، خاصة مع إصرار إسرائيل على التصعيد فى الشرق الأوسط وليس فى غزة مع إتمام توافق أمريكى إسرائيلى على عدم السماح لحماس بالبقاء كقوة سياسية أو عسكرية فى غزة وهو ما سيرتبط بالتطورات الجارية والمهمة بشأن المرحلة الثانية من الهدنة، والمفترض أن تبدأ بإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تُقدّر الأممالمتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.