لا شك ان مجمل الأحداث الجارية على المسرح العالمى هذه الايام يؤكد انهيار فرضية «قوة المنطق» امام فرضية «منطق القوة»، حيث يعيش عالمنا طغياناً كبيراً لمنطق القوة على قوة المنطق فى حل المشكلات والازمات.. الاحداث الاخيرة اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان المتغطى بأمريكا عريان.. وأن المدفّى بأوربا بردان وأن المستقوى بغير شعبه ضعفان وأن من ارتضى التبعية وارتمى فى احضان الشيطان خسران! الرئيس عبدالفتاح السيسى بخبرته العسكرية قرأ المشهد جيدا وأدرك منذ اليوم الاول لتوليه مقاليد الحكم خطورة الاوضاع العالمية، فأنفق الكثير على تسليح الجيش بأحدث الاسلحة ولم يأبه بحملات الاخوان والرافضين الذين ملأوا الدنيا صراخا وضجيجا، متسائلين لماذا ينفق السيسى كل هذه الاموال على شراء الاسلحة؟ الآن أدرك هؤلاء وأدركنا جميعا ان الرئيس السيسى كان على حق حين قال مقولته الشهيرة «العفى محدش يقدر ياكل لقمته»، فهاهى امريكا القطب الاوحد تكشف عن وجهها الحقيقي، ويعلن رئيسها عن اطماعه فى كندا والمكسيك والدنمارك وبنما وجرين لاند، وأخيرا غزة التى يريد السيطرة عليها بثمن بخس!! لم يخف رغبته فى الاستيلاء على 50٪ ، من معادن أوكرانيا النادرة التى تقدر قيمتها ب 26 تريليون دولار، مقابل الاسلحة الامريكية التى منحتها لها امريكا لقتال روسيا لمدة 3 سنوات، والتى خسرت خلالها أوكرانيا ثلث مساحتها بعد ان ابتلع رئيسها «طُعم» الحماية الامريكية الاوروبية!! هل يدرك زيلينسكى الآن انه خاض حربا بالوكالة، وأنه دمر بلاده وحوّل الملايين من شعبه الى لاجئين بعد ان تخيل ان امريكا وأوروبا سيحاربون معه للقضاء على روسيا، ثم اصطدم بالواقع الاليم عندما اعرضوا عنه وقالوا له: سنكتفى بدعمك بالمال والسلاح، اذهب أنت وشعبك فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون، ثم تطالبه امريكا الآن بثمن الاسلحة والذخائر؟ تصرف ترامب الفردى اغضب حلفاءه من زعماء اوروبا الذين انساقوا خلفه دون تفكير فى معاداة روسيا ودعموا اوكرانيا، ثم فوجئوا باتخاذ ترامب قرارا فرديا بتسوية اموره مع الرئيس الروسى بوتين لإيقاف الحرب والحصول على معادن اوكرانيا النادرة، ضاربا عرض الحائط بالتحالف الأمريكى الاوروبي، الامر الذى دفع الرئيس الفرنسى ماكرون الى الدعوة لعقد قمة للزعماء الاوروبيين لمناقشة الامر، بينما طالب زيلينسكى بإنشاء جيش أوروبي، قائلًا إن القارة العجوز لم تعد واثقة من توفير الولاياتالمتحدة الحماية لها. بالتأكيد المعادلة صعبة ومعقدة .