ذكر مقال تحليلي بصحيفة "الجارديان" البريطانية أن تراجع المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدةلأوكرانيا لتعزيز قدراتها في مواجهة القوات الروسية يحتم على الدول الأوروبية التأهب لملأ الفراغ الذي سوف ينجم عن تراجع الدور الأمريكي. وأشار جاك واتلنج - في مقاله - إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل تلك التطورات هو: هل الدول الأوروبية لديها الرغبة للقيام بهذا الدور؟ وأوضح أنه بعد مرور ثلاث سنوات من بداية الحرب بين القوات الأوكرانية والروسية، مازال الجانب الأوكراني يقاوم بشدة التقدم الذي تحرزه موسكو في ساحة القتال، مشيرا إلى أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تتكبدها روسيا ، لكن أوكرانيا أيضا تعاني من ضغوط شديدة وطاحنة بسبب تلك الحرب. ولفت المقال إلى أنه في الوقت الذي بدأت تتعالى فيه الأصوات بشأن التوصل لحل سلمي لذلك الصراع، إلا أن الدعم العسكري لأوكرانيا يمثل أهمية قصوى، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه إذا كان بإمكانه مواصلة الحرب وتحقيق أهدافه فلن يكون لديه الرغبه في الاشتراك في مباحثات سلام. كما أوضح المقال أن القوات الروسية تتفوق على نظيرتها الأوكرانية في ثلاث مجالات وهي : وحدات المشاة والقنابل الانزلاقية الموجهة والطائرات بدون طيار، مشيرا إلى أن القوات الروسية تحقق تقدما ملموسا في ساحة القتال، مما يهدد خطوط الإمداد ومواقع القوات الأوكرانية. وأضاف المقال أنه في ظل تلك الأوضاع تحول الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية بعد مرور قرابة ثلاث سنوات إلى حرب استنزاف، مشيرا إلى أن تفوق الجانب الروسي من حيث عدد القوات يرجح كفة موسكو في ساحة المعركة، حيث أن عدد القوات الروسية على جبهة القتال يصل في الوقت الحالي إلى 580 ألفا بينما لايتجاوز عدد القوات الأوكرانية 200 ألف، مما يشجع الرئيس بوتين على الاستمرار في القتال على أمل تحقيق النصر. كما أشار المقال إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه القوات الأوكرانية في الوقت الراهن هو عدم توافر التدريب العسكري الكافي للجنود من أجل الاستمرار في الحرب، حيث أن العديد من الوحدات المحاربة ليس لديها الخبرة العسكرية الكافية لمواجهة القوات الروسية. وأوضح أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي طالما أكد على ضرورة توافر الضمانات الأمنية من أجل تحقيق السلام الدائم، مشيرا إلى أن تراجع الموقف الأمريكي بشأن تلك الضمانات الأمنية يحتم على قادة الدول الأوروبية التأهب لملأ ذلك الفراغ الأمريكي إذا كانوا يريدون إحلال السلام بالفعل في أوكرانيا حيث أن هزيمة كييف أمام القوات الروسية تمثل تهديدا حقيقيا لجميع دول أوروبا. وأشار الكاتب - في الختام - إلى أن تمكين أوكرانيا من تحقيق النصر يتطلب زيادة استثمار الدول الأوروبية في مجال الصناعات الدفاعية، معربا عن اعتقاده أن الدول الأوروبية لديها الأموال الكافية لتحقيق ذلك الهدف ولكن يبقى السؤال الأهم، هل لديها الرغبة الحقيقية للوصول لهذا الهدف؟. اقرأ أيضا: الدفاع الإسرائيلية: تسلمنا شحنة القنابل الثقيلة التي قررها ترامب