لا يغرنك غطرسة العدو الصهيونى الكلامية فى تصريحاته الأخيرة فهى تغطى على انكساراته الداخلية. الكيان الصهيونى مستنزف عسكريا.. منهك اقتصاديا.. منقسم داخليا. فبعد التهديد باستئناف العدوان على غزة مدعوما بتصريح ترامب بأنه اذا لم تفرج حماس عن كل الرهائن الإسرائيليين يوم أمس ستفتح أبواب الجحيم على القطاع، تراجعت إسرائيل وأكد مكتب نتنياهو ان قائمة الاسرى التى أعلنتها حماس مقبولة، رغم انها اقتصرت على 3 اسرى فقط، وليس الكل، ووصل الفزع من بروز الإحساس بالتراجع المهين لإسرائيل حد أن نفس المكتب ذكر ان هناك خطأ فى البيان السابق وأن المقصود ليس كلمة مقبولة بخصوص عدد الاسرى بل ان الترجمة حرفت من كلمة استقبلت إسرائيل قائمة الاسرى لكلمة القائمة مقبولة! الجيش الاسرائيلى مستنزف لأن خسائره البشرية فى الحرب تجاوزت (تقديرات يديعوت احرونوت) 10 آلاف جندى بين قتيل وجريح. نفس الصحيفة كشفت عن حالة استنزاف شديدة تعانى منها الوحدات القتالية الإسرائيلية المشاركة على جبهات متعددة منذ 15 شهرا، مما أدى لتدهور ملحوظ فى الالتزام بمعايير سلامة الجنود والانضباط العسكري. ووفقا لتقرير الصحيفة فإن الأسباب الجوهرية للتراخى بالانضباط ترجع لعاملين: الإرهاق المتزايد بفعل استمرار العمليات العسكرية بمختلف الجبهات والنقص الحاد بالقوى البشرية للجيش بأطول حرب تخوضها اسرائيل. أما عن الانهاك الاقتصادى فهو خراب مستعجل. تكلفة الحرب وصلت الى 100 مليار دولار، وتشير صحيفة « كالكاليست» الاسرائيلية الى ان الخسائر اليومية لقطاع البناء بلغت 644 مليون دولار وأن 50% من مواقع البناء أغلقت لنقص العمالة وأن 60 الف شركة أغلقت العام الماضى وأن ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر فى حين أن 65% تضرروا ماليا. أضف لكل ذلك الانقسام الداخلى بفعل التظاهر المستمر امام منزل نتنياهو للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، والأخطر ما حذر منه جهاز الشاباك من ارتفاع نسبة مشاركة فلسطينيى 48 بهجمات ضد يهود أو على مواقع إسرائيلية، زاعماً أن هذا الارتفاع كبير ومقلق لأنه يترافق مع الحرب التى تخوضها إسرائيل ويعدّ طعنة فى الظهر.