حلت الذكرى الخمسون لرحيل سيدة الغناء العربى أم كلثوم هذا العام، والذي أعلنته وزارة الثقافة عاما لكوكب الشرق، بينما ظهرت عدة عناوين تكشف المزيد من الجوانب الخفية فى شخصية ثرية مثل أم كلثوم التى شغلت الناس منذ أن أطلت فى بداية العشرينيات على مجتمع القاهرة، وتحولت سريعا إلى ظاهرة فنية استثنائية فرضت حضورها على جميع الأصعدة، فتحولت إلى لحن أبدى يتردد فى مدن العرب بين أزقة القاهرة القديمة وشوارع الرباط وأحياء بغداد يتردد الصوت المعجز فى كل مكان عربى، أصبحت أيقونة تتعالى على أى واقع أو انتكاسات أو فرقة سياسية، هى الصوت المعبر عن العرب، وهى النغم الذى وصل بفن الطرب إلى ذروته التى لم يعرفها من قبل، ظلت ظاهرة حية فى أيامها وحتى يومنا هذا، لا تزيدها الأيام إلا رسوخا وفى الوجدان حضورا. الاحتفاء بأم كلثوم انطلق من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذى اختتم أعماله 5 فبراير الجارى، إذ استغلت دور نشر الحدث الثقافي الأكبر عربيًا لإطلاق عدة كتب تدور حول سيدة الغناء العربى، كانت البداية مع كتاب (أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة) الصادر عن دار (ديوان) للكاتب حسن عبدالموجود، والذى يحكى سيرة المطربة العربية الأشهر من خلال 50 حكاية بلغة سلسلة وساحرة، عبر تتبع محطات حياتها المختلفة. كذلك صدر كتاب (أم كلثوم ومن معها) عن دار الشروق، تأليف الدكتور إبراهيم شكري، وجاء فى التعريف بالكتاب أنه يستكشف «عالمَ كوكب الشرق من منظور جديد، يعتمد على التحليل الموسيقى الدقيق لأغنياتها الخالدة، بدءًا من الأربعينيات حتى رحيلها فى السبعينيات. ◄ صاحبة الجلالة أما كتاب (صاحبة الجلالة أم كلثوم) للناقد الفنى محمد شوقى والصادر عن دار (إبداع)، فيركز على جوانب من محطات مسيرة كوكب الشرق، كما يلقى الأضواء على الاستقبال الغربى لأعمالها، إذ يكشف عن تنامى شعبيتها فى الغرب وكيف غنت مغنيات غربيات أعمالها، ولم يقتصر الاهتمام على أم كلثوم على صعيد الكتب ذات البعد التوثيقى، بل امتد الاهتمام إلى ساحة الرواية العربية، إذ صدرت رواية (مجانين أم كلثوم) للروائى والقاص شريف صالح، عن (الدار المصرية اللبنانية). ومن الكتب المترجمة إلى العربية حديثا، يأتى كتاب (أم كلثوم والأتراك)، الصادر عن دار (مرفأ)، للمؤرخ التركى مراد أوزيلدريم، وترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير، ويكشف الكتاب أسباب تكون شعبيتها الطاغية بين الأتراك، إذ تم حظر إذاعة الموسيقى التركية الكلاسيكية فى تركيا فى فترة الثلاثينيات، فاتجه الأتراك إلى الأغانى الأقرب إلى ذائقتهم فى صورة أغانى أم كلثوم، فبدأ الأتراك يتجمعون حول الراديو فى المنازل ينتظرون حفلها الشهرى، الأمر الذى جعل الصحف التركية تجرى عدة حوارات صحفية مع سيدة الغناء العربى، إذ يخلص الكتاب إلى أن أكثر بلد غير عربى حققت فيه أم كلثوم شهرة واسعة هو تركيا. الكتابة عن أم كلثوم ظاهرة قديمة واكبت رحلتها، فكان أول كتاب عنها بعنوان (أم كلثوم وعصر من الفن) من تأليف نعمات أحمد فؤاد، ثم جاء محمود عوض وكتب أحد أشهر الكتب عن معجزة الغناء العربى بعنوان (أم كلثوم التى لا يعرفها أحد) والذى قدم فيه وثيقة شديدة الأهمية عنها، إذ تضمنت ما سجله معها من ذكريات عن الفترة الأولى من حياتها تضمنت معلومات على غاية من الأهمية لسيرتها الذاتية، وقد أعادت مؤسسة أخبار اليوم، طبع الكتاب ضمن سلسلة (كتاب اليوم) بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيلها، كما صدر كتاب (مذكرات الآنسة أم كلثوم ووثائق أخرى) من إعداد محمد شعير عن دار أخبار اليوم. بعد ذلك صدرت عشرات الكتب عن سيدة الغناء العربى، تتناول مختلف الجوانب سواء عن حياتها الشخصية أو توثيق مسيرتها الفنية وتحديد ما أحدثته من طفرة فى فن الطرب العربى، وهنا نذكر كتاب (موسوعة أم كلثوم) التى أصدرها فيكتور وإلياس سحاب، والذى يعد أحد أهم الكتب التى تؤرخ لمسيرة أم كلثوم الفنية مع تحليل لأعمالها وأثرها الفنى فى تطوير الغناء العربى، كما يوجد كتاب (لغز أم كلثوم) للناقد الكبير رجاء النقاش، وكتاب سعيد شحاتة (أم كلثوم وحكام مصر)، أما أهم كتاب صدر فى السنوات القليلة الماضية عنها فهو بلا شك كتاب (أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى) والذى صدر عن (دار تنمية) 2022، للباحث الشاب كريم جمال. ◄ عام الست لم تتأخر وزارة الثقافة عن مواكبة الحدث، إذ أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن العام الجارى سيكون عامًا خاصًا يحمل اسم كوكب الشرق، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لرحيلها.