أعلم أنه لا صوت يعلو الآن على صوت «فلسطين»، لكنى أرانى مدفوعًا داخليًا إلى التحدث عن بلدى، فالاستفزاز الإسرائيلى لمصر وللمصريين بلغ مداه، حيث وقف مندوب العدو الإسرائيلى فى الأممالمتحدة يتساءل بكل بجاحة وصلف عن أسباب قيام مصر بتسليح جيشها بكل هذه الأسلحة الحديثة؟.. أما بعد «وانت مالك ومال بلدك» أود أن أذكرك إن كنت ناسى بأنك تتحدث عن مصر أم الدنيا التى كانت على الخريطة منذ بدء الخليقة، وقبل أن تهزم بلدك وتسحقها فى ملحمة النصر فى أكتوبر 73، هزمت الهكسوس من 3500 سنة، وهزمت التتار من 765 سنة، وتصدت للعدوان الثلاثى من 69 سنة، فعلت ذلك ولم تكن مسلحة هذا التسليح ولم يكن جيشها بهذه الجاهزية، فما بالك بقدرتها الآن، فتأدب عندما تتحدث عنها وعن جيشها العظيم، واعلم أن قوتنا هى التى تحمى السلام معكم يا من تملكون أسلحة نووية، ولولا هذه القوة لتجرأت بلدك علينا وحاولت التعدى على أراضينا، فعقيدتكم هى اغتصاب أراضى الغير. ولم تمر 48 ساعة على بجاحة مندوب إسرائيل، إلا وخرج نتنياهو ليقول إن منع مصر لخروج الفلسطينيين حوّلَ غزة إلى «سجن كبير» ليستكمل التضليل والبجاحة الصهيونية، فموقف مصر معلن وثابت رسميًا وشعبيًا، إنها ترفض التهجير القسرى أو الطوعى لأى فلسطينى سواء لمصر أو الأردن أو السعودية -كما تريد أمريكا وإسرائيل - أو لأى بلد آخر، وأن من حوّلَ غزة إلى «مقبرة كبيرة» هو العدوان البربرى لقوات الاحتلال التى استقوت على شعب مدنى أعزل متمسك بأرضه ووطنه، وأن العدو الإسرائيلى هو الذى يعرقل دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية ووسائل الإعاشة ومعدات إزالة الركام، حتى يستكمل خطته فى قتل أهل غزة الرافضين لترك وطنهم، والاستيلاء على القطاع. السياسة الحكيمة المتزنة والانتصارات الدبلوماسية التى حققتها مصر لصالح الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة خلال ال 15 شهرًا الماضية هى التى جعلت إسرائيل تخرج بهذه التصريحات غير المسئولة والمستفزة التى أبدًا لن تغير من موقفنا ومن سياستنا، فسنظل ظهيرًا للشعب الفلسطينى ورئته التى يتنفس بها، ولسانه الذى يطالب بحقه. حتى وأنا أتحدث عن مصر وجدتنى أكتب عن فلسطين، فهذا قدر مصر والمصريين، ولو كره العدو الإسرائيلى.