خلايا نحل انتشرت في مزارع البحيرةوالقليوبيةوالإسماعيليةوالشرقية كل يعمل في صمت داخل حقول «الذهب الأحمر»، ووسط فرحة عارمة انطلق موسم حصاد الفراولة بعدة محافظات وتسابق المزارعون لجنى المحصول الذى يمثل بشرة خير لهم ولذويهم لتصديره للدول العربية والأوروبية وتحقيق عائد مادى مجزٍ لهم. وحققت الفراولة المصرية شهرة واسعة بدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان وعددٍ من الدول العربية مما أدى إلى زيادة الطلب عليها والتعاقدات فى الأسواق العالمية نظراً لما لها من طعم متميز وقوة على التحمل خلال عمليات الشحن والتفريغ، كما يُعد حصاد الفراولة من أهم وأطول مواسم حصاد النباتات والفاكهة، إذ يمتد من شهر نوفمبر حتى شهر يونيو ويستوعب أكبر كم من العمالة، فتتزين المزارع باللون الأحمر وتعج بالعمال من كل مكان. ورصدت «الأخبار» فرحة مزارعي الفراولة بانطلاق موسم الحصاد.. وألقت الضوء على أرض الواقع للتعرف على أصناف الفراولة وطرق جمع المحصول وعمليات التسويق والتصدير. ◄ نجمة الصادرات.. الشرقاوي: توفير خطوط بحرية لأوروبا ضرورة لخفض التكلفة تحتل مصر مكانة مرموقة وسط دول العالم في صادرات الذهب الأحمر المُجمد حيث تتمتع الفراولة المصرية بجودة عالية استطاع المصدرون من خلالها التربع على عرش صادرات العالم خلال السنوات الماضية والمساهمة فى الاقتصاد المصري، وفى الوقت ذاته تحتل الفراولة الطازجة المرتبة العاشرة وسط الصادرات المصرية خلال عام 2024، ورغم ذلك فإن زراعة الفراولة والمصدرين يواجهان الكثير من التحديات. وأكد محمود عطا رئيس الإدارة المركزية للبساتين والحاصلات الزراعية أن إجمالى المساحة المزروعة للفراولة تُقدر بنحو 70 ألف فدان.. وإنتاجية الفدان تتراوح ما بين 25 -30 طناً.. وأكبر المحافظات المنتجة لمحصول الفراولة هى: البحيرةوالقليوبيةوالإسماعيلية. وأشار محمد المنسى رئيس الحجر الزراعى إلى أن صادرات الفراولة ارتفعت خلال عام 2024، حيث سجلت صادرات الفراولة الطازجة 47 ألفاً و164طناً مقابل 43 ألفاً و876 طناً فى العام السابق.. وسجلت صادرات الفراولة المُجمدة خلال عام 2024 نحو 212 ألفاً و653 طناً مقابل 173 ألفاً و359 طناً فى العام السابق. وأكد اللواء أشرف الشرقاوى رئيس الاتحاد العام لمنتجي ومصدرى الحاصلات البستانية ورئيس المجلس النوعى للفراولة أن زراعة الفراولة تواجه بعض المشكلات فى مقدمتها: أنه لا يوجد شتلات أصناف فراولة تُنتج فى مصر ويجب تفعيل دور مركز البحوث الزراعية لإنتاج أصناف خاصة بمصر.. وأضاف رئيس الاتحاد: أنه من بين المشكلات عدم وجود وعى كافٍ لدى المزارعين فى استخدام وتداول المبيدات والحدود المسموح بها وفترات الأمان.. ويجب تفعيل دور الإرشاد بشكل قوى وفعال لنشر الوعى والتدريب على تلك المعاملات. وأوضح الشرقاوي: أنه تم التطرق إلى ضرورة تكويد كل الأراضى لعدم تداول المحصول الذى يثبت عدم صلاحيته للاستخدام سواء للمستهلك المحلى أو للتصنيع وإعدامه فوراً للوصول إلى محصول آمن محلياً للمواطن المصرى، وتُعد أسعار الشحن بالنسبة للتصدير مكلفة جداً عن طريق الشحن بالطيران.. ويجب توفير خطوط بحرية سريعة تصل إلى أوروبا فى وقت مناسب لتخفيض تكلفة الشحن حتى نستطيع المنافسة مع مصدرين من دول أخرى. ونوه إلى أن المجلس طالب بضرورة توفير محطات متكاملة بأحدث النظم الخاصة بالحفظ والتبريد والتعبئة والتغليف، لأن محصول الفراولة يفقد أكثر من 30 % من إجمالى الإنتاج. ◄ اقرأ أيضًا | الاتحاد المصري للتأمين يكشف أهمية التحول إلى التأمينات الخضراء ◄ 1300 فدان زيادة.. الإمارات والسعودية وروسيا أهم الأسواق ■ كتبت: سناء عنان محافظة الشرقية شهدت هذا العام إقبالاً غير مسبوق على زراعة الفراولة، ويقول المهندس أشرف توفيق مدير عام البساتين بمديرية الزراعة: إن المحافظة زرعت 4171 فداناً بزياده قدرها 1300 فدان عن العام الماضى لإنتاجيته المرتفعة وسهولة تسويقه وتصديره للدول العربية والأوروبية.. ومن المُنتظر أن تحقق تلك المساحات إنتاجية قدرها 77 ألفاً و109 أطنان سنوياً. ويقول المزارع حمدى عليان: إن الفراولة من أفضل أنواع الفاكهة التى يفضلها الكثيرون ويُطلق عليها أميرة الفاكهة لطعمها المتميز.. وتبدأ زراعة الفراولة فى أول أكتوبر من كل عام بشتلات محلية خاضعة لرقابة وزارة الزراعة والإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية ذات الإنتاجية المرتفعة والمقاومة للأمراض، حيث تبلغ إنتاجيه الفدان ما بين 30 إلى 35 طناً.. وأشار إلى أن تكلفة زراعة الفدان تزايدت هذا العام بصورة كبيرة لا تتناسب مع العائد المادى بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة، حيث ارتفع سعر طن السماد البلدى من 7000جنيه إلى 22 ألف جنيه، كما ارتفعت أجور العمال.. حيث يحتاج الفدان الواحد لجمع محصول الفراولة ما يقرب من 15 عاملاً يتقاضى العامل أجراً قدره 400 جنيه فى اليوم نظير عمله من الساعة 8 صباحاً إلى 4عصراً.. وينطلق موسم الحصاد يدوياً بعد مرور 3 أشهر على الزراعة، حيث يقوم العمال بجمع الفراولة وتنقيتها من أى شوائب ووضعها فى عبوات بلاستيكية وزنها 10 كيلو ثم يتم توريدها إلى الشركات المختصة بتصديرها. ويقول المزارع محمد عبدالعظيم سليمان: إن الفراولة من الفواكه البستانية ذات المذاق المُميز لدى الكثيرين ولها فوائد صحية كثيرة ويتم تصديرها طازجة أو مجمدة أو مصنعة.. وهى من المحاصيل غير المستهلكة للمياه لتطبيق نظم الرى الحديثة فيه. وأشار إلى أنه يتم تقسيم الأرض إلى مصاطب بعرض 180سم وبطول 7 أمتار ومد شبكات الرى الحديثة بالتنقيط والرش وزراعة الشتلات من أصناف الفراولة التى تحقق إنتاجية عالية.. وعند نمو شجيرات الفراولة تتم تغطيتها بنوع خفيف من البلاستيك لحمايتها من رطوبة الجو والأمطار، وأشار إلى أن تكلفة زراعة الفدان تتراوح ما بين 250 ألفاً إلى 300 الف جنيه وينتج الفدان من 30 طناً إلى 40 طناً تقريباً. وتتم الاستعانة بالعمالة اليومية لجمع ثمار الفراولة من الأرض وإزالة ما عليها من شوائب ووضعها فى أطباق بلاستيك وزن الطبق الواحد 750جراماً، ثم توضع الأطباق فى عبوات كرتونية ويتم توريدها لمحطات التصدير لتصديرها للدول العربية والأوروبية خاصة دول الإمارات والسعودية وروسيا. ◄ الحصاد يدوي.. تكلفة الفدان بالقليوبية 600 ألف جنيه.. وينتج 25 طناً ■ كتب: سليمان محمد محافظة القليوبية تحتل المرتبة الثانية بعد محافظة البحيرة فى إنتاج محصول الفراولة على مستوى الجمهورية وشهدت زراعة 7 فدادين من أجود الأصناف العالمية والمطلوبة بالأسواق المحلية والخارجية بقرى مراكز شبين القناطر وطوخ وبنها والخانكة وقليوب. ويقول المهندس عماد مهدى من قرية عرب الغديرى بطوخ: إن زراعة العروة الشتوية يكون منتصف سبتمبر.. ويبدأ موسم الجمع بعد شهرين من الزراعة على حسب طبيعة كل صنف فيتم جمع أصناف فلوريدا ثم البريدنس ثم السينسيشن ثم الفليستى ثم الفورتونا وأخيراً الفيستيفال ويستمر حتى أول مايو ويبدأ الحصاد فى 7 صباحاً حتى 1 ظهراً يومياً، كما تتراوح تكلفة الإنتاج ما بين 450 و600 ألف جنيه للفدان من حرث وتقليب وتجهيز الأرض، بالإضافة إلى فرد شبكة الرى الحديث وتعقيم التربة ووضع 200 كجم بلاستيك وإيجار شتلات ويومية العمال. ويضيف عماد مهدى: أن الحصاد يتم بشكل يدوى وتتميز العروة الشتوية بالإنتاج المتميز والمواصفات الجيدة بسبب الظروف المناخية المعتدلة فى تلك الفترة.. وأوضح أن سعر كيلو الفراولة ارتفع بنسبة 30% عن العام الماضى ويتراوح ما بين 32 و35 جنيهاً فى أسواق الجملة وينتج الفدان من 16 إلى 25 طناً حسب النوع المزروع. وأكد أنها تحتل المركز الأول منذ 4 سنوات فى تصدير الفراولة المجمدة حتى الآن.. وأن من شروط التصدير أن تكون الثمرة على شكل مخروطى وخالية من التشوهات ولا يوجد بها بذور أو كدمات. وقال أشرف فاروق من مزارعى القليوبية: إنه يتم وضع المحصول على سيور بالمحطة لتتم عملية فرز الثمرة السليمة عن التالفة.. وعقب ذلك تتم مرحلة الغسيل ثم التجفيف والفرز مرة أخرى قبل التعبئة والتغليف بصناديق ذات مواصفاتٍ معينة ثم وضعها على بالات تمهيداً لرفعها إلى المبردات لتوصيلها إلى الموانئ. وأضاف: يتم التصدير على شكل ثمرة كاملة أو تقطيعها على شكل شرائح أو مكعبات أو تحويلها إلى شكل صناعى «مركزات وعصائر». من ناحيته أوضح المهندس محمود صبحي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن المساحة المزروعة هذا العام بلغت 6753 فداناً. ◄ اختيار «أميرة الشتاء» في أعياد الربيع ◄ البيع قبل «النضج» والنقل الجوي أسهل ■ كتب: محمد عبادي زراعة الفراولة فى الإسماعيلية تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحات المزروعة بعد محصول المانجو، واكتسبت قرية الروضة التابعة لمركز ومدينة القنطرة غرب شهرة واسعة من حيث المساحات الواسعة لزراعة الفراولة، وهى أقدم قرية قامت بزراعتها فى المحافظة وهى قبلة التجار والمصدرين الذين يبحثون عن الإنتاج الجيد والأنواع المتعددة.. وأصبحت الفراولة سفيراً فوق العادة للإسماعيلية فى الدول العربية والأوروبية.. وأكد سمير عطا أحد أصحاب مزارع الفراولة أن هناك احتفالاتٍ وأفراحاً تشهدها قرى مراكز القصاصين وأبوصوير والتل الكبير وقرية الروضة بالقنطرة غرب مع ظهور بشاير الفراولة، حيث تسود الفرحة بالذهب الأحمر وتكلل تعبهم ومجهودهم طوال 3 أشهر تقريباً، بجانب المصروفات الكبيرة فى الشتلة وتجهيز الأرض والزراعة والتى تتكلف مبالغ طائلة. وتبدأ عملية حصاد الفراولة فى الصباح الباكر وتمتاز عملية جمع الفراولة بالمشاركة الأسرية لتخفيف تكلفة الأيدى العاملة، بجانب احتفال الأسر بالمشاركة فى جمع المحصول الذهبى، وتتوقف عملية الجمع بمجرد ارتفاع درجة الحرارة وتعتمد عملية الحصاد على الجمع اليدوى.. وكل فرد يتولى خطاً من خطوط الفراولة بطول الأرض. وقال مصطفى حزين صاحب مزرعة: إن تكلفة زراعة الفراولة مرتفعة نسبياً.. وتتراوح تكلفة الفدان من 200 إلى 250 ألف جنيه لسعر الشتلات، فسعر متر الشتلة يصل إلى 400 جنيه.. وبالنسبة لإنتاج الفدان فينتج حوالى 25 طناً.. والسعر حالياً مع بداية الموسم مرتفع 35 جنيهاً للكيلو تقريباً. ويضيف حسن عبدالرحمن: أننا نبدأ فى جمع بشاير الفراولة فى شهر ديسمبر وتستمر حتى شهر يونيو تقريباً.. والأسعار تعتمد على العرض والطلب، فى بداية الموسم بالطبع الأسعار مرتفعة كونها ما زالت بشاير. وأشار أيمن غلاب إلى أن المساحات المزروعة بالفراولة زادت هذا العام فى محافظة الإسماعيلية، ومنها: مركز القنطرة غرب والقصاصين وأبوصوير والتل الكبير، حيث وصلت مساحات الأراضى المزروعة بالفراولة حوالى 6 آلاف فدان تقريباً تمت زراعتها من أنواع مختلفة من الفراولة سواء الخاصة بالتصدير أو الأسواق المحلية..وتحرص الإسماعيلية على تنظيم احتفال خاص بأميرة الفراولة على هامش احتفالات المحافظة بأعياد الربيع، حيث يتسابق الأطفال والفتيات على المشاركة فى مسابقة اختيار أميرة الفراولة فى مهرجان الربيع الذى تحتضنه الإسماعيلية فى احتفالات شم النسيم وهى عبارة عن مسابقة سنوية لاختيار ملكة الجمال للأطفال وفق شروط إدارة السياحة بديوان عام المحافظة وأطُلق عليه «أميرة الفراولة» لأنها من أهم المحاصيل الزراعية التى تشتهر بها الإسماعيلية. ◄ « فيستيفال» البحيرة الأكثر صلابة.. و«السينسيشن» مذاقها حلو ◄ مصروفات التعبئة والتصدير أضعاف سعر المحصول! ■ كتبت: فايزة الجنبيهي وتُعد محافظة البحيرة من أكبر المحافظات المشهورة بزراعة الفراولة وخاصة قرى مركز كوم حمادة وبدر، حيث تنتج البحيرة 50% من إنتاج الفراولة فى مصر والتى يتم تصديرها نظراً لشهرتها الواسعة ومذاقها الحلو، وتشتهر قرى الظهير الصحراوى وكوم حمادة وبدر والنوبارية بزراعة الفراولة وخاصة قرية أبوالخاوى.. ويعمل أهالى تلك القرى على مدار العام فى زراعة وحصاد محصول الفراولة والتى تعد مصدر دخل ثابتٍ للكبار والأطفال والأسر سواء داخل المزارع أو محطات التصدير التى تنتشر داخل هذه القرى.. ويعمل بها المئات من شباب الخريجين والعمال. وتُعد قرية « سين القبلية « التابعة لقرية أبوالخاوى من أشهر القرى زراعة لنبات الفراولة والأكثر مساحة.. ويقول أحمد أغا، صاحب مزرعة فراولة: إنه اتجه لزراعة الفراولة بعد أن زاد الطلب عليها فى الأسواق الأوروبية والأمريكية، مؤكداً أن الفراولة المصرية أثبتت مكانتها وزاد عليها الطلب فى أسواق العالم كله، بسبب مواصفاتها وطعمها. وأشار إلى أنها تتميز برخص ثمنها بالرغم من ارتفاع أسعار التكلفة التى يتحملها المزارع، فالمزارع هو الحلقة الأضعف دائمًا، وفى ظل ارتفاع تكلفة الشحن والمصاريف الأخرى يحاول المصدر أن يعوض خسائره على حساب المزارع.. وطالب «أغا «بهيئة رسمية تنوب عن المزارع فى التعاملات المتعلقة بالتصدير بما يضمن حقه، ويحميه من تقلبات السوق واحتكار شركات التصدير. ويضيف المهندس محمد عطوة، صاحب محطة تصدير، قائلاً: إن موسم حصاد الفراولة هو مصدر الفرح والسعادة سواء للعمال أو المزارعين أو أصحاب محطات التصدير، فالكل يعمل فى منظومة متكاملة للحصول على منتج متميز وعالى القيمة الغذائية، بجانب توفير مئات فرص العمل للشباب من الجنسين وكبار السن. وأشار إلى أن هناك 3 أصناف رئيسية تُزرع فى البحيرة وهى: الفيستيفال والفرتونا والسينسيشن، والفارق بينها يتمثل فى الصلابة والقدرة على التحمل، الفيستيفال هى أكثرها صلابة ولكن نسبة السكر بها أقل، والسينسيشن عكس ذلك نسبة السكر بها عالية ولكن تحملها أقل. ويوضح عطوة: أن تكلفة تعبئة وتجهيز وشحن الفراولة المُعدة للتصدير أضعاف سعر الفراولة نفسها، التى يتحدد سعرها بشكل يومى فيما يشبه البورصة. ومن جانبه أكد المهندس يوسف حسام مدير مديرية الزراعة بغرب النوبارية: أن منطقة الظهير الصحراوى التابعة لمديرية الزراعة بالنوبارية تزرع سنوياً حوالى 20 ألف فدان من الفراولة بجانب 5 آلاف فدان أخرى موزعة فى مراكز إيتاى البارود والدلنجات وكوم حمادة.. وتتبع مديرية الزراعة بالبحيرة بإجمالى مساحة 25 ألف فدان فراولة بالبحيرة، لافتاً إلى أن المحافظة تنتج 50% من إنتاج الفراولة فى مصر سنوياً من إجمالى المساحة المزروعة ومساحتها 50 ألف فدان.