تحلّ اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، الذي رحل عن عالمنا في عز تألقه، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا في ذاكرة الجمهور. ورغم مرور سنوات على وفاته، لا يزال الحديث عنه حاضرًا، خاصة بعد الكشف عن مفاجأة صادمة تتعلق بجثمانه الذي لم يتحلل رغم مرور 19 عامًا على رحيله. نشأة علاء ولي الدين.. بين الفن والتجارة وُلد علاء ولي الدين في 11 أغسطس 1963 بمحافظة المنيا، لكن تأخر استخراج شهادة ميلاده جعله يُسجَّل رسميًا في 28 سبتمبر من العام نفسه. نشأ في أسرة تهتم بالعلم والثقافة، فجده كان مؤسسًا لمدرسة في قريته، بينما عمل والده سمير ولي الدين مديرًا لملاهي القاهرة، إلى جانب مشاركته في بعض الأعمال السينمائية. ورغم هذا الارتباط بالفن، لم يكن التمثيل خياره الأول؛ إذ درس التجارة في جامعة عين شمس، قبل أن تجذبه الأضواء إلى عالم الكوميديا، ليصبح أحد أبرز نجومها في مصر. بداية فنية لامعة رغم صغر الأدوار دخل علاء ولي الدين عالم التمثيل في الثمانينيات بأدوار صغيرة، لكنه استطاع لفت الأنظار بخفة دمه وموهبته الفريدة. شارك في مسلسلات مثل "زهرة والمجهول"، "علي الزيبق"، و"البحث عن عبده". وعلى الشاشة الكبيرة، ظهر في أفلام "ليلة في شهر 7"، "اغتيال مدرسة"، و"أيام الغضب". لكن انطلاقته الحقيقية جاءت مع أفلامه الكوميدية التي حققت نجاحًا مدويًا، أبرزها "عبود على الحدود" و*"الناظر"*، ليصبح واحدًا من أهم نجوم الكوميديا في جيله. إحساس غريب بالموت قبل الرحيل كشف الفنان علاء مرسي، خلال لقاء سابق مع الإعلامي عمرو الليثي، عن موقف غريب يعكس إحساس علاء ولي الدين بقرب رحيله. أثناء أداء العمرة، طلب منه شراء المسك الأحمر بكميات كبيرة، وهو ما أثار دهشة من حوله، خاصة أن المسك يرتبط في الثقافة الإسلامية بالموت وغسل الموتى. اللقاء الذي لم يتم.. ورحيل مفاجئ في ليلة عيد الأضحى، اتفق علاء ولي الدين مع صديقه علاء مرسي على تناول الإفطار صباح العيد أو اللقاء في المسرح، لكن القدر كان له رأي آخر. استيقظ علاء مرسي على اتصالات متكررة من الفنان أشرف عبدالباقي، وحين أجابه، لم يسمع سوى جملة واحدة صادمة: "علاء ولي الدين مات"، قبل أن يُغلق الهاتف، تاركًا إياه في صدمة تامة. أحلام لم تتحقق.. ورحيل في قمة المجد في 11 فبراير 2003، رحل علاء ولي الدين عن عمر ناهز 39 عامًا إثر مضاعفات مرض السكري، بينما كان جمهوره ينتظر فيلمه الجديد "بالعربي تعريفة". وكشف شقيقه معتز ولي الدين لاحقًا أن الراحل كان يحلم بتكوين أسرة وإنجاب الأطفال، لكن القدر لم يمهله لتحقيق هذا الحلم. جثمان لم يتحلل بعد 19 عامًا المفاجأة الكبرى جاءت بعد سنوات من وفاته، حين كشف معتز ولي الدين، خلال لقاء ببرنامج "كلمة أخيرة" مع لميس الحديدي، أنه عند نقل جثمان شقيقه من مقابر العائلة، اكتشف أن جثمانه لم يتحلل رغم مرور 19 عامًا على وفاته، وهو ما أثار دهشة الجميع. إرث خالد رغم الرحيل رحل علاء ولي الدين بجسده، لكنه بقي في قلوب جمهوره، الذي لا يزال يسترجع ضحكاته وأدواره الخالدة. وبينما تظل قصة المسك والجثمان الذي لم يتحلل لغزًا محيرًا، يبقى المؤكد أن نجم الكوميديا لم يغب أبدًا عن ذاكرة محبيه.