سلمت حركة المقاومة حماس ثلاثة أسرى إسرائيليين أمس وسط حالة من الصدمة فى إسرائيل بسبب مظهرهم الهزيل بعد إطلاق سراحهم على الهواء مباشرة فى أحدث مرحلة من اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف لإنهاء الحرب التى استمرت 15 شهرًا على غزة. فى المقابل، أفرجت إسرائيل عن 183 سجينا فلسطينيا، منهم 18 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد و54 يقضون أحكامًا لمدد طويلة و111 جرى اعتقالهم فى قطاع غزة خلال الحرب. اقرأ أيضًا | نتنياهو يعلن إرسال مفاوضين إلى الدوحة من أجل مفاوضات الهدنة في غزة وحملت عملية التسليم فى دير البلح العديد من الرسائل والدلائل التى أرادت المقاومة الفلسطينية إرسالها إلى الاحتلال الإسرائيلى. وعبر المنصة التى أقيمت فى الساحة التى نفذت فيها عملية التسليم، بعثت كتائب القسام برسائل عديدة إلى الاحتلال الإسرائيلى، من خلال شعارات كتبت مثل: «نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي». كذلك كتبت القسام بالعبرية عبارة «النصر المطلق» التى اشتهر بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مما أثار حفيظة الإعلام الإسرائيلى الذى رأى أنه يحمل نوعا من التهكم من المقاومة بنتنياهو. وعن اختيار دير البلح منطقة لتسليم الأسرى الإسرائيليين، تحدثت معلومات استخباراتية إسرائيلية عن وجود عدد كبير من الأسرى فى دير البلح التى لم تتعرض كغيرها من مناطق غزة للقصف بالمدفعية أو للغارات الجوية. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلى قالت إن «حماس ستفرج للمرة الأولى عن الرهائن من المنطقة الوسطى فى القطاع الذى لم يعمل به الجيش». وتعليقًا على مشاهد تسليم الأسرى، قال نتنياهو إن «المشاهد القاسية والفظيعة لظهور الرهائن فى غزة لن تمر مرور الكرام»، فى المقابل أكدت حماس أن المقاومة حافظت على الأسرى الإسرائيليين رغم محاولات نتنياهو المتكررة لتصفيتهم خلال الحرب. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلى السابق يوآف جالانت إن «صورة الرهائن تأكيد على أوضاع كانت تعرفها إسرائيل طيلة الوقت. إعادة الرهائن هو هدف الحرب الذى يجب القيام به.» ورغم الغضب الرسمى والإعلامى فى إسرائيل من الوضع الصحى للأسرى الثلاثة، فإن صحيفة «إسرائيل اليوم» نقلت عن الفريق الطبى الذى قام بفحص أولى لهم، بأن حالتهم لا تتطلب تدخلا طبيا فوريا. بينما أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى نقل 6 أسرى فلسطينيين محررين إلى المستشفيات بسبب سوء أوضاعهم الصحية. فى الأثناء، أعاد جيش الاحتلال انتشار 3 فرق عسكرية فى غزة ضمن عدة نقاط بشكل دفاعى تنفيذا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. ولم يقدم الجيش الإسرائيلى تفاصيل أكثر عن المناطق التى أعاد الانتشار فيها، لكن نص الاتفاق تضمن أنه فى اليوم ال22 من بدء تنفيذه (أى اليوم الأحد) تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع، خاصة من محور نتساريم ودوار الكويت، إلى منطقة قريبة من الحدود. كما ينص الاتفاق على تفكيك المنشآت العسكرية بالكامل، مع استمرار عودة النازحين الفلسطينيين إلى أماكن سكنهم، ومنحهم حرية التنقل فى جميع مناطق القطاع.