عاد ملف الطاقة النووية ليشعل المنافسة السياسية في برلين قبيل انتخابات ألمانيا الفيدرالية 2025، بعد عامين من إغلاق آخر مفاعل نووي في البلاد، حيث بدأ الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي يسعى لاستعادة الدعم الشعبي، في الدفع نحو إعادة إحياء الطاقة النووية كجزء من خططه لمستقبل أكثر استدامة. مع اقتراب انتخابات ألمانيا 2025، في 23 فبراير/شباط، تقود الأحزاب الديمقراطية المسيحية جهودًا حثيثة لإعادة تفعيل الطاقة النووية، متحدية بذلك القرار الذي اتخذته ألمانيا بعد كارثة فوكوشيما عام 2011، في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه البلاد بالفعل، تبدو هذه القضية محورية في صراع الأحزاب للحصول على دعم الناخبين، مع تساؤلات حول مستقبل الطاقة في ألمانيا أيضًا. اقرأ أيضًا| انتخابات ألمانيا تحت الرقابة.. برلين تعلن جاهزيتها لمعركة «السوشيال ميديا» منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، أصبح ملف الطاقة في ألمانيا محل نقاش حاد، فقد أبرز هذا الصراع اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، ما أثار تساؤلات بشأن مزيج الطاقة الحالي في البلاد، ومع ارتفاع أسعار الطاقة، أصبح التوجه نحو إعادة التفكير في خيارات الطاقة النووية خيارًا محوريًا في انتخابات ألمانيا 2025، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. ألمانيا تبحث عن بدائل للطاقة النووية يتزايد النقاش حول الطاقة النووية في ظل الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة، التي أثرت على قدرة ألمانيا التنافسية، حيث صرح ينس سبان، من الحزب الديمقراطي المسيحي بأن الحفاظ على الطاقة النووية هو ضرورة وطنية، ويعتبر أن التوجه نحو محطات نووية صغيرة منخفضة النفايات سيكون الحل الأمثل في المستقبل القريب، خاصة في ظل تحولات الطاقة الرقمية. يتصدر كلا من، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحملة الداعمة للطاقة النووية في انتخابات ألمانيا 2025، حيث يؤكد الحزب على أهمية البحث في تكنولوجيا المفاعلات النووية الحديثة، بما في ذلك المحطات المعيارية الصغيرة، وهو توجه يعد نقطة فاصلة في مشهد الانتخابات القادمة. بدأ زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمرشح المحافظ الأوفر حظًا لمنصب المستشار الألماني، فريدريش ميرز، في طرح فكرة التعاون مع فرنسا لبناء مفاعلات نووية جديدة، ويرى أن التعاون مع الدول الأوروبية في هذا المجال يعد خطوة استراتيجية للعودة إلى الطاقة النووية بشكل آمن وفعّال، ما قد يكون له تأثير كبير في أجندة انتخابات ألمانيا 2025. اقرأ أيضًا| مع اقتراب انتخابات ألمانيا| «ميرز» يضع الهجرة على رأس أولوياته مؤيدون ومعارضون في الساحة الألمانية رغم دعم بعض الأحزاب مثل الحزب الديمقراطي الحر وحزب البديل من أجل ألمانيا للطاقة النووية، إلا أن هناك مقاومة قوية من قبل منظمات السلامة النووية، فالمفاعلات النووية الصغيرة ما تزال تُواجه تحديات كبيرة في التطبيق، والجدل حول تكاليفها وسلامتها يظل عقبة رئيسية أمام تنفيذ هذه المشاريع في انتخابات ألمانيا 2025. فيما يرى رافائيل لاجونا، من وكالة سبريند للابتكار بألمانيا، أن برلين يجب أن تعود إلى مجال الطاقة النووية، وهو يعتقد أن المفاعلات النووية الصغيرة قد تمثل الحل الأمثل لتأمين احتياجات الطاقة في المستقبل، ومع ذلك، يُواجه هذا الطرح تحديات تتعلق بالتكنولوجيا غير المثبتة وعدم اليقين حول التكلفة والجدوى، بحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. بينما تُواصل دول مثل الولاياتالمتحدة والصين استثمار مليارات الدولارات في تكنولوجيا الطاقة النووية الصغيرة، ترى المفوضية الأوروبية أن هذه الطاقة تُمثل جزءًا من الحل المستدام للتحول في قطاع الطاقة، مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة، تزداد أيضًا الأسئلة حول قدرة ألمانيا على تلبية احتياجاتها من الطاقة بشكل فعال وآمن في المستقبل القريب. اقرأ أيضًا| بروفايل| فريدريش ميزر.. «العائد العنيد» في سباق المستشارية الألمانية