مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية بألمانيا في 23 فبراير المقبل، تصدرت قضية الهجرة، قائمة أولويات المرشح الأبرز لتولي المستشارية، فريدريش ميرز، حيث يضع خططًا جذرية لإصلاح سياسات الهجرة، مستشهدًا بأحداث العنف الأخيرة بالبلاد كمؤشر على الحاجة لتغيير شامل. أشارت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، إلى أنه ميرز يسعى لتقديم رؤية جديدة تُعيد ترتيب أولويات ألمانيا بما يتماشى مع تحديات العصر، ففي أول خطاباته كمرشح مستشارية بألمانيا، تعهد فريدريش ميرز، بجعل الهجرة على رأس جدول أعماله في حال فوزه في انتخابات ألمانيا، حيث اعتبر هجوم أشافنبورج، الذي ارتكبه طالب لجوء أفغاني، مثالاً حيًا على ثغرات النظام الحالي بقيادة المستشار الألماني أولاف شولتس، على حد تعبيره، وأعلن ميرز، عن أنه سيبدأ فترته بتشديد الرقابة على الحدود ورفض الدخول غير القانوني بشكل حاسم. اقرأ أيضًا| «بيلد»: تراجع فرص شولتز في الفوز بولاية جديدة كمستشار لصالح ميرز ◄تشديد الرقابة على الحدود الألمانية تعد قضية الحدود من أبرز محاور حملة فريدريش ميرز، إذ وعد بفرض رقابة دائمة على الحدود مع دول الجوار كخطوة لوقف تدفق المهاجرين غير القانونيين، ويرى ميرز أن ألمانيا بحاجة إلى قوانين وطنية أقوى تتجاوز اتفاقيات دبلن وشنجن الأوروبية التي تسمح بحرية السفر والتنقل داخل وعبر الدول الأعضاء فيها، معتبرًا أن سياسات الهجرة الحالية تفتقر للكفاءة المطلوبة في عصر ما بعد انتخابات ألمانيا 2025. مع تصاعد نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا، يقدم فريدريش ميرز سياسات هجرة صارمة لجذب الناخبين المحافظين، يتزامن ذلك مع محاولته الحفاظ على التوازن داخل حزبه ومواجهة الخطاب اليميني المتطرف الذي يربط الهجرة بارتفاع معدلات الجريمة، لتؤكد هذه الخطوات محاولته لتوسيع قاعدته الانتخابية قبل انتخابات ألمانيا الحاسمة، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. ◄أولويات المرحلة المقبلة بألمانيا يرى فريدريش ميرز، أن قوانين الهجرة واللجوء الحالية لا تعكس واقع التحديات بألمانيا، لذلك، اقترح تغييرات جذرية تشمل منح الشرطة الفيدرالية صلاحيات جديدة لاعتقال وترحيل المهاجرين غير القانونيين، حيث يهدف هذا النهج إلى استعادة السيطرة على الأوضاع الأمنية وضمان استقرار داخلي بعد انتخابات ألمانيا المقررة في 23 فبراير 2025. كما رفض ميرز، أي تنازلات تتعلق بسياسات الهجرة، حتى لو عرّضت تحالفاته السياسية للخطر، فبرأيه، القضية تتجاوز الحسابات الحزبية لتصبح مسألة مبدأ وضرورة وطنية، وبهذا، يقدم نفسه كزعيم قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، ما يعزز من حضوره كمرشح قوي في انتخابات ألمانيا، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. ومع تصدر فريدريش ميرز المشهد في انتخابات ألمانيا الفيدرالية، يبرز برنامجه للهجرة كعامل فارق في السباق السياسي، حيث تسعى رؤيته لإحداث تغييرات جذرية تستجيب لتحديات العصر وتعيد الثقة بالنظام الوطني، فبعد غياب دام عقدا من الزمن، عاد فريدريش ميرز إلى الساحة السياسية الألمانية، مثيرًا جدلا واسعًا بين أنصاره وخصومه. اقرأ أيضًا| بروفايل| فريدريش ميزر.. «العائد العنيد» في سباق المستشارية الألمانية ◄ من هو ميرز؟| رحلته من القانون إلى عالم السياسة والأعمال وُلد فريدريش ميرز عام 1955 في بلدة بريلون الصغيرة غرب ألمانيا، ودرس القانون قبل أن يدخل عالم السياسة وينتخب لعضوية البوندستاج الألماني لأول مرة في 1994، لكن مسيرته أخذت منحى مختلفًا بعد خروجه من السياسة في 2009، حيث عمل كمحامٍ للشركات في شركة "ماير براون" وترأس مجلس الإشراف على شركة "بلاك روك ألمانيا" بين 2016 و2020. وخلال هذه الفترة، نجح ميرز في تحقيق ثروة كبيرة، ليصبح مليونيرًا، وهو ما أضاف عنصرًا آخر مثيرًا في شخصيته المتعددة الأوجه. وفي ظل ماضيه المهني المثير وخطابه السياسي الجريء، يقف ميرز اليوم في مواجهة تحديات كبيرة عند مفترق طرق حاسم، بين طموحاته الشخصية وتوقعات الشعب الألماني في مرحلة مليئة بالتحديات، فبينما يحظى حزبه بدعم قوي، يظل السؤال الأبرز، هل يستطيع فريدريش ميرز تجاوز الانتقادات لشخصيته وخطابه ليقنع الناخبين بأنه القائد الذي تحتاجه ألمانيا في هذه المرحلة الحرجة؟