في ظل الأزمات السياسية التي تمر بها ألمانيا، يختتم المستشار أولاف شولتس، مرحلة حاسمة من مرحلته السياسية، بعد انقسام ائتلافه الحكومي، ما يجعل المستقبل السياسي للبلاد مجهولًا نحو مرحلة جديدة قد تحمل تحديات كبيرة. وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، يتوقع أن يفقد أولاف شولتس أصوات تصويت بالبرلمان الألماني، فيما تعتبر هذه الخطوة ضرورية لتسهيل الطريق نحو الانتخابات المبكرة بعد انقسام ائتلافه، ورغم بعض التحركات غير المتوقعة من حزب البديل من أجل ألمانيا، من المحتمل أن يحقق شولتس خسارة مدوية، حيث تتمثل تطلّعاته في تحريك عجلة الديمقراطية عبر الانتخابات في فبراير القادم. اقرأ أيضًا| بعد مكالمة مع ترامب| شولتس يعرب عن تفاؤله باستراتيجية مشتركة تجاه أوكرانيا المرحلة القادمة ما يخبئه المستقبل السياسي لألمانيا؟ بينما يعتزم حزب البديل من أجل ألمانيا معارضة أولاف شولتس، إلا أن بعض أعضائه قد يفاجئون الجميع بدعمه في التصويت، خوفًا من فوز فريدريش ميرز من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وقد يؤثر هذا التوجه على الانتخابات المقبلة، خاصةً مع تصاعد مخاوف شكل الحرب في أوكرانيا تحت قيادة ميرز «رجل الأزمات الكبرى» كما يصفه الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كارستن لينمان. فبعد غياب دام عقدا من الزمن، عاد فريدريش ميرز إلى الساحة السياسية الألمانية، مثيرًا جدلا واسعًا بين أنصاره وخصومه، وهو الذي لطالما اشتهر برؤيته الواضحة ومواقفه الجريئة، وكان لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي قبل انسحابه عام 2009، تاركا وقتها الساحة للمستشارة أنجيلا ميركل، وفقا لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية. ولم يفوت ميرز فرصة التلميح إلى ضعف شولتز أمام عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب المتوقعة إلى البيت الأبيض بعد تنصيبه في العشرين من يناير المقبل، قائلا، وسط تصفيق حار من نواب حزبه: «سيعاملك ترامب كأنك خفيف الوزن». اقرأ أيضًا| بروفايل| فريدريش ميزر.. «العائد العنيد» في سباق المستشارية الألمانية وحال خسارته في التصويت المقرر بالبرلمان، سيتجه أولاف شولتس، إلى الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير للموافقة على حل البرلمان الألماني، والهدف من ذلك هو تنظيم انتخابات مبكرة في فبراير القادم، حيث يأمل شولتش في تشكيل حكومة جديدة تجنب البلاد الدخول في مزيد من الاضطرابات، ما سيحدد مصير ألمانيا في المرحلة القادمة. وعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، أدى تدخل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين العسكري في أوكرانيا إلى تنامي القلق في كييف، خاصة بعد تجربتها المريرة في 1994 عندما تخلت عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات أمنية لم تتحقق، وفي هذا السياق، تدعو أوكرانيا إلى نشر قوات حفظ سلام أجنبية لتهدئة هذه المخاوف وضمان التدخل في حال تجدد الصراع، وهي خطوة يمكن أن يرحب بها شولتس كحل وسط لدعم أوكرانيا. من جهتها، لفتت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى أن دور ألمانيا في أي قوة لحفظ السلام في أوكرانيا سيكون محط نقاشات مستقبلية، وفي هذا السياق، أشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن وجود جنود من دول الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا تحت مظلة "قوات حفظ السلام" يعد خيارًا مطروحًا ضمن الجهود الأوروبية لضمان السلام والاستقرار. اقرأ أيضًا| الناتو يناقش تدخلًا سلميًا في أوكرانيا.. هل تتحقق رؤية قوات حفظ السلام؟