البريطانية أن إجراء انتخابات سريعة قد ينهي الشلل السياسي الحالي في ألمانيا، ورأت أن انهيار ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس جاء في وقت سيئ لكنه أمر لا مفر منه. وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها مساء الخميس أنه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات في السلطة، انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا، فقد أقال المستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس وزير ماليته الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر لرفضه دعم الاقتراض الإضافي لدعم أوكرانيا وتعزيز دفاع ألمانيا وإنقاذ صناعتها من الركود المتفاقم. وقالت الصحيفة إن شولتس زعم أن هذه الأزمات ستزداد حدة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدعم من وزير الاقتصاد روبرت هابيك من حزب الخضر. وقال شولتس إن ليندنر كان غير مسؤول وضيق الأفق؛ وفي المقابل، قال ليندنر إن المستشار الألماني كان ضعيفا. وترى الصحيفة أن انهيار الائتلاف الألماني هو نعمة ونقمة في الوقت نفسه، إذ قد تمنح الانتخابات المبكرة ألمانيا انتعاشا سياسيا هي في أمس الحاجة إليه وحكومة أكثر تماسكا قادرة على اتخاذ القرارات. ولكن من دون إعادة الضبط هذه، فمن الصعب أن نرى برلين تعالج تحدياتها التنافسية والأمنية. وإذا كانت ألمانيا غير قادرة، فإن الاتحاد الأوروبي لن يكون قادر أيضاً. ◄ اقرأ أيضًا | المستشار الألماني: من المهم بناء علاقات سريعة مع الإدارة الأمريكية الجديدة وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب السلبي هو أن هذه هي أسوأ لحظة ممكنة لألمانيا لكي تستهلكها حملة انتخابية طويلة. وقد تتعرض قريبا لرسوم جمركية عقابية على الصادرات إلى الولاياتالمتحدة، وإضعاف الضمانات الأمنية التي تقدمها واشنطن، وفرض اتفاق سلام غير مناسب على أوكرانيا دون أن يكون لها رأي فيها. والآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج برلين إلى صوت قوي. ووفقا للجدول الزمني الذي حدده شولتس لإجراء تصويت على الثقة في حكومته منتصف يناير المقبل، مع إجراء انتخابات في مارس، قد لا تسفر مفاوضات الائتلاف عن حكومة ألمانية جديدة قبل الصيف. ويقول المستشار إن هذا من شأنه أن يسمح بالوقت اللازم لإقرار الميزانية. ولكن فرصه في إقرار الميزانية دون أغلبية في البوندستاج (البرلمان) تبدو بعيدة. وقالت الفاينانشيال تايمز إنه بسبب الاشتباه في أن شولتز يسعى لكسب الوقت، فإن أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض لن يظهروا تعاونا، لأنهم يريدون التصويت على الثقة في أقرب وقت ممكن، في الأسبوع المقبل، وإجراء انتخابات في يناير. وأكدت الصحيفة أنهم على حق، ولا ينبغي للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن يسمح لائتلاف شولتس الجريح بالتعثر. وأشارت إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي وزعيمه فريدريش ميرتس يواجهان خيارات صعبة. ويكافح شركاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي ورؤساء الشركات ومعظم خبراء الاقتصاد لمعرفة كيف يمكنها إحياء نموذج أعمالها، وملاحقة إزالة الكربون، وتعزيز قوتها العسكرية ودعم أوكرانيا دون زيادة الاستثمار الخاص والعام. وكل هذا سيكون أكثر صعوبة مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.