صوبت سهام الانتقاد وأصابع الاتهام مجددًا تجاه الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال يعبث بحياة الفلسطينيين في قطاع غزة رغم توقف الحرب منذ التاسع عشر من يناير الماضي. وبعد مرور 20 يومًا على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان أحد شروطه إدخال المساعدات والإمدادات الضرورية لقطاع غزة، إلا أن الاحتلال يمارس سياسة التعطيل والمنع تجاه بعض المساعدات التي توشك أن تدخل القطاع وتتعطل عند بوابات الدخول بإيعاز من سلطات الاحتلال. واستعرض المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة 7 فبراير، أشكال المساعدات التي دخلت القطاع على مدار 20 يومًا بعد توقف الحرب. ◄ اقرأ أيضًا | أول جسر جوي إنساني للاتحاد الأوروبي منذ وقف إطلاق النار في غزة يصل إلى العريش ◄ «تلاعب واضح بسلع ثانوية» وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صادر عنه، "إن حجم المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة من حيث العدد لا يزال بعيدًا عن الحد الأدنى المطلوب، حيث لم يتجاوز عدد الشاحنات 8500 شاحنة دخلت القطاع منذ بدء تنفيذ الاتفاق، من أصل 12 ألف شاحنة يفترض دخولها"، مشيرًا إلى أن شمال غزة دخله 2916 شاحنة بدلًا من 6000 شاحنة. وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أنه من حيث طبيعة ونوعية هذه المساعدات فإن غالبيتها يحمل طرود غذائية وخضار وفواكه وسلع ثانوية كالإندومي والشيكولاتة والشيبس، على حساب الاحتياجات الأخرى، معتبرًا ذلك تلاعبًا واضحًا بالاحتياجات وأولويات الإغاثة والإيواء. وعلى صعيد المأوى، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن "الحاجة الفعلية تصل إلى 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل، إلا أن ما تم إدخاله لم يتجاوز 10%، من الخيام ولم يدخل أي بيت متنقل، ما يعني أن مئات الآلاف من المواطنين يواجهون فصل الشتاء القاسي دون مأوى مناسب". ◄ أزمة كبيرة في الوقود وإلى جانب تلك المساعدات، يعتبر الوقود من المساعدات الحيوية التي يحتاجها قطاع غزة، باعتباره عصب الحياة، خاصةً في ظل توقف عدد كبير من المستشفيات عن العمل خلال فترة التوقف نظرًا لغياب الوقود اللازم لضمان بقاء المستشفيات في الخدمة. وفيما يتعلق بالوقود، قال المكتب الإعلامي الحكومي إنه "رغم النص بشكل واضح على إدخال 50 شاحنة وقود يوميًا لتشغيل المستشفيات والمرافق الأساسية، لكن ما وصل فعليًا لم يتجاوز 15 شاحنة يوميًا، مما تسبب في تفاقم أزمة الكهرباء وشلّ عمل المستشفيات والقطاعات الخدماتية المختلفة". ولفت المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال يمنع بشكل تام إدخال بقية مستلزمات الإيواء من المولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والأسلاك وخزانات المياه، كما يمنع التنسيق لإدخال مستلزمات الترميم الجزئي لشبكات المياه والصرف الصحي في شمال القطاع كما أخبرتنا مؤسسات وجهات دولية. ◄ تباطؤ في المساعدات الطبية وعلى صعيد القطاع الصحي، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن الاحتلال يتلكأ في إدخال المعدات والأجهزة الطبية والوقود الطبية والمستشفيات الميدانية ولم يلتزم بإخراج الجرحى والمرضى. وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أنه "قد مات 100 طفل مريض جراء المماطلة في إخراجهم كما توفي 40 من مرضى الكلى بسبب عدم قدرة المستشفيات على غسيل الكلى. كما أشار مكتب حكومة غزة إلى منع إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع الركام المقدر بنحو 55 مليون طن، ما يعني عدم القدرة على إخراج جثامين الشهداء وفتح الشوارع، مضيفًا أنه سيؤثر بلا شك على قدرة المقاومة استخراج قتلى الاحتلال من الأسرى الذين قصفهم من تحت هذا الركام.