واجه مقترح تهجير الفلسطينيين خارج غزة، ووضعها تحت سيطرة الولاياتالمتحدة لتحويلها إلى منطقة جذب عالمية، برفضًا قاطعًا من الرأى العام الأمريكى، وأعضاء الكونجرس، وكافة الدوائر السياسية بواشنطن. وصرح بأن فكرة السيطرة على قطاع غزة تبلورت مؤخراً، ولم تكن معروفة خارج الدائرة المقربة للرئيس. وإن هذا الاقتراح كان محاطاً بالسرية الشديدة، داخل الدائرة الضيقة للإدارة الأمريكية الجديدة.. ولم تلق الفكرة قبولًا حتى من المؤيدين لإسرائيل حيث قال هالى سويفر، الرئيس التنفيذى للمجلس الديمقراطى اليهودى فى أمريكا: «إن الفكرة ليست فكرة متطرفة فحسب، بل ومنفصلة تمامًا عن الواقع».. ووجهت وسائل الإعلام الأمريكية نقدًا ورفضًا واسعًا للمقترح ووصفه البعض بأنه خطة غير أخلاقية، تؤدى لتفاقم الأوضاع فى المنطقة. اقرأ أيضًا | محللون سياسيون: مصر تستقرئ التاريخ وترفض تكرار نكبة 1948 ووجّه عدد من مقدمى برامج الحوارات المسائية انتقادات حادة، وأجمعوا على أن المقترح يُعتبر محاولة لصرف الانتباه عن قضايا أكثر جدية. كما سخر «جيمى كيميل» الإعلامى الشهير من الفكرة التى وصفها بالغريبة. وأطلق «ستيفن كولبيرت» مقدم البرامج مصطلحات مثل «رحلة بحرية لجريمة حرب» لوصف سخافة الفكرة، معبرًا عن صدمته من لا أخلاقية تهجير الملايين بالقوة. وأشار الإعلامى «سيث مايرز» إلى التناقض بين سياسة «أمريكا أولاً» وهذه الفكرة، مسلطًا الضوء على الطبيعة غير القانونية وغير القابلة للتنفيذ لمثل هذا المقترح فى الشرق الأوسط.. ومن جانبها انتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» الخطة، وقالت إنها تتجاهل حقوق الإنسان والقانون الدولى. كما قالت مجلة «ذا أتلانتيك» إنه لا أحد يرغب فى مشروع سخيف وعديم الجدوى، وفى الكونجرس رفض أعضاء جمهوريون وديمقراطيون الخطة ووصف السيناتور الجمهورى «ليندسى جراهام» المقترح، بأنه «إشكالى»، وقال: أعتقد أن معظم سكان كارولاينا الجنوبية - وهى الولاية التى يمثلها - لن يكونوا متحمسين لإرسال الأمريكيين للسيطرة على غزة. وقال السيناتور الجمهورى «راند بول» إنه لا ينبغى لنا أن نفكر فى احتلال آخر من شأنه أن يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا وإن السعى للسلام ينبغى أن يكون من نصيب الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفًا: لقد اعتقدت أننا صوتنا لصالح أمريكا أولاً.. وعبر السيناتور الجمهورى «جوش هاولى»، المعروف بانحيازه لإسرائيل، عن معارضته للفكرة، وقال: «لا أعتقد أن إنفاق الكثير من الأموال فى غزة الاستخدام الأمثل لمواردنا. أفضل أن يتم إنفاقها داخل البلاد أما السيناتور «بيرنى ساندرز» فانتقد فكرة إجبار مليونى فلسطينى على ترك منازلهم وتقديم أسلحة بمليار دولار لنتنياهو، وتحويل قطاع غزة الذى تم تدميره «لريفييرا للمليارديرات». وقال السيناتور الديمقراطى «كريس فان هولن»، إن المقترح «يعنى ارتكاب التطهير العرقى بحق الفلسطينيين»، مضيفاً أن الدول العربية مجتمعة أعلنت منذ أسابيع رفضها للمقترح.. ووصف عضو مجلس النواب «جيك أوشينكلوس»، الاقتراح بالمتهور وقال: «قبل عقدين قدم الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وعوداً بشأن بناء الأمة الأمريكية فى بلدين خارجيين، وأدى ذلك إلى 20 عاماً من الحروب التى كلفتنا تريليونى دولار وآلاف الجنود الأمريكيين. أما السيناتور كريس كونز، فوصف المقترح بأنه «جنون»، وقال: لا أستطيع التفكير فى مكان على وجه الأرض أقل ترحيباً ودون احتمالات تحقيق نتائج إيجابية سوى غزة».. وقال السيناتور الديمقراطى آل جرين: إن التطهير العرقى ليس مزحة، خصوصاً عندما يأتى من أكبر دولة فى العالم. وأضاف أنّ الظلم فى غزة يشكّل تهديداً للعدالة.