«يخلق من الشبه أربعين»، «فولة واتقسمت نصين»، «توأم»، كلها أوصاف مختلفة وتؤدى إلى نفس المعنى، كلمات تصف مدى تقارب البشر وإن اختلف موقعهم، مغناطيس يجذبهم نحو شىء مشترك، لعل الناظر إلى أحدهم يتذكر الآخرين المشتركين فى نفس العامل، من الوجه الواحد تُذكَر وجوه كثيرة. هكذا يكون الحال بين المتقاربين شكلاً، يُشبهون بعضهم من تفاصيل الوجه. وفي كرة القدم التي لطالما ذُكرت بأنها لعبة، ولطالما كان من الواجب التذكير بأنها جزء من الحياة، ومع انتشار اللعبة، في مختلف القارات، كان من الطبيعي ظهور عامل الشبه بين وجوه اللاعبين، وفي السطور التالية نسرد بعض الأسماء التى يجمعها التشابه الشكلي، وإن اختلفوا فى الموهبة والجنسية وأشياء أخرى، فإلى نماذج منهم: ◄ شريف بين السلوفيني والنرويجي لعل التشابه الأبرز فى النماذج التي نتحدث عنها، هو التشابه الآتى والذى يعد رابطًا بين ثلاثة لاعبين، ارتباط وثيق بين محمد شريف نجم الأهلى السابق ولاعب الخليج السعودى حاليًا مع النرويجى راسموس هويلاند مهاجم مانشستر يونايتد. التشابه بين اللاعبين كبير للغاية، فالثنائى لديه نفس القالب الشكلي في الوجه بالتحديد. الثنائى يلعبان في نفس المركز وهو المهاجم. يلعب هويلاند بقدمه اليسرى، وفي المقابل يستطيع شريف اللعب بها أيضاً وسجل من خلالها مع الأهلي أهدافاً متنوعة، لذا فهى تعد رئيسية خلال مسار لعبه. فقط تحتاج للنظر للثنائى، وستشعر بالتقارب والشبه بين الاثنين.. مع مرور الوقت، بدا وكأن الثنائى بحث عن مدّ الخط الواصل بينهما ليصبح «مثلث»، فهناك تقارب شكلى مع لاعب ثالث والرابط هو محمد شريف، فمنذ أن تعاقد الأهلي مع المهاجم السلوفيني جراديشار فقد أعاد للأذهان هيئة شريف في استلام الكرة، مع الاختلاف في التقييم الفني بالطبع خاصة أن جراديشار يعيش أيامه الأولى مع الأهلى ورغم أن بدايته مبشرة إلا أن الكرة علمتنا ألا نُطلق الأحكام مبكرًا. تبقى «قَصة» شعر جراديشار شبيهة نوعًا ما لنظيرتها التي كان يقوم بها شريف في الأهلي. يبقى المهاجمون الثلاثة مجتمعون فى نقطة مشتركة وهى بحثهم عن هوية اللعب كأساسيين وإثبات قدرتهم على أنهم مؤهلون لحجز المكان الدائم فى تشكيلة فرقهم فى ظل المنافسة الكبيرة التى يواجهونها مع لاعبين آخرين. ◄ قارة واحدة.. وتباعد زمني وفي نموذج آخر للتشابه، يوجد ثنائي من نفس القارة ولكنهما من بلدين مختلفين ومعدل أعمار متفاوت ومتباعد، فالفارق بينهما عشرون عامًا تقريبًا، وهما اللاعب الكونغولى فى فريق برينتفورد الإنجليزي «يوان ويسا» 28 عاماً، والنجم التونسي السابق حاتم الطرابلسي صاحب ال48 عاماً والذى يعمل حالياً محللاً للدورى الإنجليزي والكرة العالمية وكان لاعبًا فى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي وآياكس أمستردام الهولندى ولعب لفريق الصفاقسي التونسي خلال بداياته الكروية وبالطبع مثّل منتخب بلاده تونس. كان الطرابلسي يشغل مركز الظهير الأيمن حينما كان لاعباً، بينما يلعب ويسا كمهاجم ويعد من أبرز مهاجمى أندية الوسط بالبريميرليج خلال السنوات الأخيرة. يتشابه النجمان بشدة في الشكل، حتى أن الطرابلسي لطالما مزح معه زملاؤه في الاستديوهات التحليلية لمباريات البريميرليج بسبب الشبه مع نظيره ويسا . ◄ اقرأ أيضًا | أول تعليق لحسام حسن على مجموعة مصر بعد قرعة أمم أفريقيا 2025 ◄ الإسم والجسم وفي مقارنة مشابهة محليًا، يأتى التشابه متطابقاً في أكثر من عنصر بنموذج واحد، لاعبان فى نفس المركز ويحملان نفس المسمّى، وهما رامي ربيعة نجم الأهلي ومحمد ربيعة مدافع سموحة والذي بدا معروفاً للجماهير المصرية من خلال انضمامه لمعسكر المنتخب من خلال اختيارات حسام حسن المدير الفني للمنتخب فى وقت سابق. يتشابه اللاعبان في أسلوب اللعب، إلا أن رامي هو اللاعب الأقدم والأشهر بالطبع خاصة وأنه ظهر مع الفريق الأول بالأهلي منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً تقريباً. وفي المقابل تسمية محمد ربيعة جاءت كاسم شُهرة أُطلق عليه لتشابهه مع ربيعة نجم الأهلي. اللاعبان يتشابهان فى الشكل، وفى أسلوب اللعب، وكلاهما يشغل مركز قلب الدفاع.. وفي العمر يتقاربان بشكل كبير، رامى 31 عاماً، ومحمد 30 عاماً. ◄ الشُهرة والاعتزال منذ ظهور حسام عبد المجيد فى مركز قلب الدفاع بالزمالك وهو يُلقب ب«ماتيب» نسبة إلى المدافع الكاميرونى جويل ماتيب نجم دفاع ليفربول السابق. هناك تشابه شكلى نسبيًا بين اللاعبين وقد يكون فى أسلوب اللعب أيضًا.. الوضع بات الآن مختلفًا بعدما أعلن ماتيب اعتزاله كرة القدم عقب عدم تواجد عروض له فى نهاية العام الماضى فور رحيله عن ليفربول، بينما يعيش عبد المجيد أفضل حالاته مع الزمالك وبات المدافع الأفضل بالفريق ويقدم متوسطاً مميزاً لمستواه خلال المباريات الماضية مع الفريق. وبين التشابه الشكلى والمسمّى المرتبط بالشهرة سيظل لقب ماتيب يلاحق عبد المجيد ولن ينزعج منه المدافع المصري خاصة وأنه مرتبط بعامل الشهرة والنجاح ومعرفة الجماهير به. ◄ لقب محلي.. يلاحق الأجنبي على عكس المعتاد، فعادة ينتشر لدينا فى الكرة المصرية ألقاب اللاعبين الأجانب على لاعبينا المحلّيين، إلا أنه وفى حالة نادرة، ينتشر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر إطلاق اسم مختار مختار نجم الأهلى السابق والذى عمل فى التدريب سنوات من مسيرته وبات الآن رئيس لجنة التخطيط فى الأهلى على البرتغالى نونو سانتو المدير الفنى الحالى لنوتنجهام فورست الإنجليزى والذى نال شهرته خلال فترة تدريبه لولفرهامبتون. يتشابه سانتو فى الشكل نسبيًا مع مختار فى قالب الوجه وإطلاق اللحية.. يتمتع مختار بشعبية كبيرة لدى جماهير الكرة التى حضرته كلاعب فى ثمانينيات القرن الماضى خلال تواجده ضمن الجيل التاريخى للأهلى بقيادة محمود الخطيب رئيس النادى الحالى. مرّ مختار بفترات تدريبية جيدة أبرزها مع بتروجت.. وفى المقابل يعيش نونو أفضل فتراته التدريبية مع نوتنجهام بمنافسة فريقه فى المربع الذهبى بالبريميرليج. ◄ «إكس» مانشستر وفى تشابه مختلف يأتى الثنائى أنتونى مارسيال وإيلانجا كأبرز المتشابهين شكلاً وكانا قد سبق لهما اللعب فى مانشستر يونايتد.. كلاهما «إكس» اليونايتد وهو اللفظ الذى يشير لكلمة «سابق». الأول فرنسي والثاني سويدي.. يستطيع كلاهما اللعب في مركز الجناح.. وفى المقابل يجيد إيلانجا بشكل أكبر فى هذا المركز ويعيش أفضل فتراته الكروية حاليًا مع فريقه نوتنجهام فورست. اللاعبان يتشابهان شكلاً ولديهما قدرة عالية على التحكم فى الكرة خلال انطلاقهما.. أما ما يختلفان به حاليًا هو انطفاء شعلة نجومية مارسيال ويلعب فى الوقت الجارى بأيك أثينا اليونانى بعدما كان فى أعرق الأندية الإنجليزية مانشستر يونايتد.. فى المقابل يواصل إيلانجا توهجه.. فهل يعود التشابه الفنى مع الشكلى أم يسير إيلانجا وحيدًا نحو مواصلة الانفراد بالنجومية.