لعبت الموسيقى دورًا أساسيًا في حياة المصريين القدماء، حيث لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت جزءًا من كواليس ملحمة « أرابيسك» ورسائل تحذيرية. ومن بين الآلات الموسيقية المميزة في مصر القديمة، تحتل "السيستروم" مكانة خاصة، إذ كانت تستخدم في الطقوس الدينية، خاصة المرتبطة بالإلهة إيزيس والإلهة حتحور. تتميز السيستروم بشكلها الفريد الذي يشبه الحرف "Y"، مع أقراص معدنية تهتز عند تحريكها، مما ينتج عنه صوت رنان يشبه الخشخشة. وفي هذا التقرير، نستعرض تاريخ السيستروم، واستخداماتها، ومكانتها في الموسيقى المصرية القديمة، بالإضافة إلى نظرة عامة على الآلات الموسيقية الأخرى التي شكلت جزءًا من التراث المصري العريق. اقرأ أيضا | أصل الحكاية| «آلة الهارب والسمسمية» في التراث الموسيقي بين الأصالة والتطور ** السيستروم: رمز ديني وموسيقي في مصر القديمة ما هي السيستروم؟ السيستروم هي آلة موسيقية إيقاعية ظهرت في مصر القديمة، وكانت تُستخدم بشكل أساسي في الطقوس الدينية. تتكون من إطار معدني أو خشبي على شكل "Y" مقلوبة، يمر من خلاله عدة قضبان معدنية تحمل أقراصًا صغيرة تصدر صوتًا عند اهتزازها. كانت السيستروم تُمسك باليد وتهتز لإصدار صوت خشخشة متناغم، مما جعلها أداة مهمة في المعابد والمراسم الاحتفالية. - الاستخدامات الدينية للسيستروم كانت السيستروم تُستخدم في الطقوس الدينية الخاصة بالإلهتين إيزيس وحتحور، حيث اعتقد المصريون القدماء أن صوتها يطرد الأرواح الشريرة وينشر الطاقة الإيجابية، وغالبًا ما كانت تُعزف في المعابد أثناء الصلوات والاحتفالات، كما كانت الكاهنات يعزفن عليها خلال الطقوس لإرضاء الآلهة. وكانت حتحور، إلهة الموسيقى والفرح، تُصور أحيانًا وهي تحمل السيستروم، مما يرمز إلى ارتباطها القوي بالموسيقى والسعادة. الآلات الموسيقية في مصر القديمة - أنواع الآلات الموسيقية المصرية القديمة كانت الموسيقى المصرية القديمة غنية ومتنوعة، وشملت عدة فئات من الآلات الموسيقية، وهي: 1. الآلات الوترية: اقرأ أيضا | «عود» عم محمد.. يطرب شوارع الإسكندرية الهارب (القيثارة): آلة وترية ظهرت منذ عهد الدولة القديمة وكانت تستخدم في القصور والمعابد. العود: كان يُستخدم في المراسم الملكية وكان شائعًا بين الطبقات العليا. القيثارة: آلة وتريّة ظهرت في مصر القديمة بأنواعها المختلفة، مثل القيثارة المقوسة والقيثارة الزاوية. 2. الآلات الإيقاعية: السيستروم: استخدمت في الطقوس الدينية، خاصة المرتبطة بالإلهة حتحور. الطبول: كانت تُستخدم في الاحتفالات والمواكب العسكرية. الصنج: آلة نحاسية تُستخدم لإضافة إيقاع واضح إلى الموسيقى. 3. الآلات النفخية: المزمار: أداة شائعة في الحفلات والمواكب. الفلوت: آلة خشبية تُصدر أصواتًا ناعمة، وكانت تُستخدم في المناسبات الدينية والترفيهية. الأبواق: غالبًا ما كانت تُستخدم في الأغراض العسكرية والمواكب الملكية. اقرا ايضا | «الأعلى للثقافة» يعلن نتيجة مسابقة الغناء والعزف على آلة الربابة - كيف كانت تبدو الموسيقى المصرية القديمة؟ على الرغم من عدم وجود تسجيلات صوتية للموسيقى المصرية القديمة، إلا أن النقوش الجدارية والرسومات على جدران المعابد والمقابر أعطتنا لمحة عن طبيعة الموسيقى في ذلك العصر. وتظهر هذه الرسومات مجموعات موسيقية تضم عازفين ومغنين، مما يشير إلى أن المصريين استخدموا الألحان والهارموني في عزفهم. - السيستروم وتأثيرها على الثقافة المصرية - السيستروم كرمز ديني وفني لم تكن السيستروم مجرد آلة موسيقية، بل كانت رمزًا للخصوبة، والبهجة، والحماية الإلهية. وكانت بعض التماثيل تظهر الكهنة والكاهنات وهم يعزفون على السيستروم أثناء الطقوس الدينية، مما يدل على أهميتها في الحياة الروحية للمصريين. ** استخدام السيستروم في الحياة اليومية بالإضافة إلى استخدامها في المعابد، كانت السيستروم تُستخدم في المنازل والمناسبات الاجتماعية، حيث كان صوتها يعتقد أنه يجلب الحظ السعيد ويدفع الشرور بعيدًا. - تأثير السيستروم على الموسيقى الحديثة رغم أن السيستروم، لم تعد تُستخدم كآلة موسيقية رئيسية، إلا أن تأثيرها لا يزال واضحًا في بعض الآلات الإيقاعية الحديثة، مثل الصنج والدفوف التي تحمل نفس المبدأ الصوتي. السيستروم ليست مجرد آلة موسيقية، بل هي جزء من التراث الموسيقي والديني لمصر القديمة. من خلال استخدامها في الطقوس الدينية، والأعياد، والمناسبات الاجتماعية، لعبت هذه الآلة دورًا محوريًا في حياة المصريين القدماء. وبفضل النقوش والرسومات، استطعنا التعرف على الدور الحيوي الذي لعبته الموسيقى في الثقافة المصرية، حيث كانت تعبر عن الفرح، والاحتفال، والتقرب من الآلهة. وحتى اليوم، تستمر الآلات الموسيقية المصرية القديمة في إلهام الموسيقيين وعلماء الآثار، وتظل السيستروم رمزًا خالدًا للموسيقى المقدسة التي كانت تُعزف منذ آلاف السنين على ضفاف النيل. اقرا ايضا | كواليس ملحمة « أرابيسك» ورسائل تحذيرية