في خطوة تصعيدية جديدة تهدف إلى تضييق الخناق على الاقتصاد الروسي، أعلنت أوكرانيا فرض عقوبات على أكثر من 50 قبطانًا روسيًّا وقبطان إيراني واحد، متهمين بالمشاركة في "أسطول الظل" الروسي، الذي يُستخدم للالتفاف على العقوبات الغربية. جاء ذلك بموجب مرسوم وقعه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء، ليؤكد مجددًا على أهمية مواصلة الضغط على الأصول الروسية التي تدر أموالًا تُستخدم لتمويل الحرب على أوكرانيا. تفاصيل العقوبات الأوكرانية وأفادت وكالة "إنترفاكس أوكرانيا" بأن معظم السفن المرتبطة بهؤلاء القباطنة مدرجة بالفعل ضمن قوائم العقوبات السابقة، إلا أن القرار الجديد يعزز من تأثير هذه القيود عبر استهداف الأفراد المسؤولين عن تشغيل تلك السفن. وبموجب المرسوم الأوكراني، سيتم تجميد أي أصول يمتلكها القباطنة المشمولون بالعقوبات داخل الأراضي الأوكرانية، كما سيُمنعون من دخول البلاد، بالإضافة إلى منع سفنهم من الرسو في الموانئ الأوكرانية. وصرّح الرئيس زيلينسكي في خطابه المسائي قائلاً: "من الضروري أن نواصل الضغط على أسطول الظل التابع لبوتين، الذي ينقل النفط حول العالم ويدر أموالًا لتمويل الإرهاب والحرب الروسية". ما هو "أسطول الظل"؟ "أسطول الظل" هو مصطلح يشير إلى مجموعة من ناقلات النفط التي تستخدمها روسيا للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها، خصوصًا في مجال تصدير النفط، الذي يعد أحد أهم مصادر دخلها، وتشمل هذه الناقلات سفنًا غير مسجلة رسميًا أو تلك التي تُدار عبر شركات وهمية لتجنب التتبع والمراقبة الدولية. ورغم العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على العشرات من هذه السفن، إلا أن تقارير عديدة تؤكد أن العديد من السفن الأخرى لا تزال خارج نطاق العقوبات، مما يسمح لها بمواصلة عمليات النقل غير المشروعة. أساليب التمويه والالتفاف بحسب تقرير صادر عن وزارة الخزانة الأميركية في عام 2020، يعتمد "أسطول الظل" الروسي على عدة أساليب للتحايل على العقوبات، من بينها: تغيير الأعلام: إذ تقوم الناقلات بتبديل الدول التي ترفع علمها باستمرار لتجنب تعقبها. إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال: تلجأ السفن إلى تعطيل أنظمة تحديد الهوية الآلية (AIS) لإخفاء تحركاتها. إرسال إشارات خادعة: يتم خداع أنظمة التتبع عبر إرسال بيانات مواقع غير صحيحة. نقل النفط في عرض البحر: يتم تبادل النفط بين الناقلات بعيدًا عن الموانئ لتضليل الجهات الرقابية. تزوير المستندات وإنشاء شركات وهمية: تُستخدم وثائق مزورة وأسماء شركات غير حقيقية لإخفاء الملكية الحقيقية للسفن. الإبحار من دون تأمين حقيقي: تبحر بعض الناقلات دون تأمين رسمي، مما يقلل من إمكانية تتبعها أو مساءلتها قانونيًّا. ردود الفعل الدولية تأتي هذه العقوبات في إطار الجهود المستمرة من قبل أوكرانيا وحلفائها الغربيين لتقييد قدرة روسيا على تمويل عملياتها العسكرية. وقد دعا مسؤولون أوكرانيون وأميركيون مرارًا إلى تشديد الرقابة على أنشطة "أسطول الظل"، معتبرين أنه يمثل تهديدًا مباشرًا للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. في المقابل، تنفي روسيا باستمرار هذه الاتهامات، مؤكدة أن العقوبات الغربية غير قانونية وتستهدف اقتصادها بشكل غير عادل. كما تصر موسكو على أن عمليات تصدير النفط تتم وفق القوانين الدولية، وأنها ستواصل البحث عن طرق بديلة للحفاظ على صادراتها.