يحمل جناح «دار الكتب والوثائق القومية» بين طياته كنوزًا معرفية تتنوع بين المخطوطات النادرة، والمُستنسخات الفريدة، والإصدارات الحديثة، لتضع بين يدى القارئ نافذة على عصور مضت لكنها لا تزال تنبض بالحياة، ضمن رؤية يشدد عليها د. أسامة طلعت، رئيس الدار الذى يؤكد أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُحكى، بل هو حاضر يُعاد اكتشافه ومستقبل يُبنى على أسسه. وأوضح طلعت أن المعرض هو العرس الثقافى الأبرز الذى تحرص الدار على المشاركة فيه سنويًا، والعام الجارى نقدم جناحين؛ الأول فى صالة 3 مخصص للعرض، والثاني، الأكبر، فى صالة 1، ويضم نحو 500 عنوان من إصدارات الدار، منها 30 إصدارًا أُعيد نشرها بعد فترة من الانقطاع، والبقية عناوين جديدة. وأضاف- فى تصريحات خاصة ل «الأخبار» : أن من بين الكتب التى نفدت وأعدنا طبعها مجددًا كتاب «نهاية الأرب فى فنون الأدب» للنويري، وهو موسوعة ضخمة تضم 33 جزءًا، متاحة بطبعتين؛ إحداهما فاخرة والأخرى عادية، وحقق الكتاب أعلى نسبة مبيعات فى جناح الدار خلال الأسبوع الأول للمعرض، لما يقدمه من محتوى شامل يجمع بين التاريخ، الفقه، الأدب، ديوان الإنشاء، وتحليل الألفاظ، إلى جانب العديد من الفروع الأخرى. وأكد أن الدار أعادت نشر «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» للجبرتي، الذى يُعدّ من أهم وأشهر من وثّق الحملة الفرنسية على مصر بأسلوب سلس وواضح كذلك، أعدنا طباعة «مجالس السلطان الغوري»، وهو من الكتب التراثية المهمة. وتابع: على صعيد الإصدارات الحديثة، فنطرح لأول مرة كتاب «المختار من المنتسب والمغترب فى لغة العرب» للشاعر الكبير أحمد سويلم، وهو عمل لغوى أدبى يجمع بين المفردات العربية الأصيلة والكلمات الدخيلة التى تُستخدم فى حياتنا اليومية دون إدراك لأصولها غير العربية. وأضاف: أن الدار وفرت لأول مرة مُستنسخات دقيقة لمقتنيات دار الكتب والوثائق القومية، ومنها مجموعة من المخطوطات النادرة، أبرزها: صفحات من المصحف الحجازي، الذى يتكون من 31 ورقة، كما نعرض صورًا طبق الأصل لبعض المخطوطات والوثائق، من بينها: ورقة من مصحف نادر معروف ب «مصحف جعفر الصادق»، الذى يعود تاريخه إلى عام 108ه، ومخطوط «دلائل الخيرات» لمحمد بن سليمان الجازولى (توفى عام 870 ه). كذلك تعرض الدار مُستنسخات فنية للأدب الفارسي.