بعد تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية، يبدو أن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باتت على شفا مواجهة جديدة. وعقب تلويح ترامب بفرض الرسوم الجمركية الأخيرة على أكثر من بلد بالاتحاد، لم يقف الاتحاد الأوروبي، الذي يدير واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية، مكتوف الأيدي، بل بدأ في رسم سيناريوهات للرد بحزم على تصريحات ترامب التي أشعلت جدلا واسعًا، وتزامنًا مع ذلك، تزايدت الأسئلة، حول إمكانية دخول الاتحاد الأوروبي في مواجهة مُباشرة مع ترامب، وهل بات الاتحاد الأوروبي أمام حرب اقتصادية مفتوحة أم أن سهام ترامب التهديدية مجرد لعبة شد وجذب في المفاوضات التجارية؟ اقرأ أيضًا| في لعبة الرسوم الجمركية| أوروبا تناور بسياسة العصا والجزرة ضد ترامب رسوم ترامب.. خطوة تهدد التوازن التجاري العالمي أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن فرض الرسوم الجمركية على كلا من، كندا والمكسيك والصين قلقًا عالميًا، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل أشار ترامب، إلى نية مماثلة تجاه الاتحاد الأوروبي، وأعربت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، عن "أسفها العميق" لهذا القرار، مُحذرة من تداعياته على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الترابط القوي بين الأسواق الأمريكية والأوروبية، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية، على أن "الرسوم الجمركية تخلق اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد التضخم"، مشددًا على أن الاتحاد لن يقف مُتفرجًا إذا فُرضت هذه الرسوم بشكل غير عادل، والجدير بالذكر أن، الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل أكبر كتلة تجارية في العالم، يمتلك أدوات انتقامية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكي، ما قد يُشعل حربًا تجارية غير مسبوقة. اقرأ أيضًا| نواب الاتحاد الأوروبي من اليسار واليمين يحاولون كسب ود ترامب iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="400" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/IXRAS7bsdaQ" title="ترامب يرفع "عصا الجمارك" لحماية الدولار" width="600" فرنسا تدعو لرد «لاذع»| هل تذهب بروكسل إلى التصعيد؟ ذهب وزير الصناعة الفرنسي، مارك فيراتشي، إلى أبعد من مجرد التحذيرات، حيث طالب برد "لاذع" من بروكسل، داعيًا إلى التعامل مع ترامب ب"ديناميكية القوة" بدلًا من المرونة، حيث يرى فيراتشي، أن فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية الحيوية قد يكون الرد الأمثل، ما يضع الاتحاد الأوروبي أمام خيار التصعيد الاستراتيجي للحفاظ على مصالحه التجارية. رغم اللهجة الحادة لبعض المسؤولين الأوروبيين، دعا المستشار الألماني، أولاف شولتز إلى ضبط النفس، لكنه ألمح إلى أن الاتحاد الأوروبي يمتلك القدرة على الرد إذا لزم الأمر بسبب تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية، وشدد شولتز، على أهمية إبقاء التجارة العالمية مفتوحة دون حواجز جمركية مفرطة، لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات مضادة تحمي الاقتصاد الأوروبي من تداعيات قرارات ترامب المثيرة للجدل!. اقرأ أيضًا| هل تملك فون دير لاين «عصا سحرية» لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي؟ بين الحذر والتصعيد.. أوروبا منقسمة حول الرد في حين يدعو البعض للرد بقوة، يتبنى آخرون موقفًا أكثر حذرًا، حث وزير المالية الألماني، يورج كوكيس، على "عدم الذعر"، معتبرًا أن رسوم ترامب الجمركية مجرد بداية للمفاوضات وليست نهايتها، من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، عن موقف مشابه، مؤكدًا أن "حرب الرسوم الجمركية ليست في مصلحة أحد"، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في الدبلوماسية الاقتصادية. فيما يعتبر رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، بيرند لانج، أن الرسوم الجمركية التي يهدد بها ترامب تمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، حيث دعا لانج إلى توسيع العلاقات التجارية مع دول أخرى، لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، والاستعداد لإجراءات قانونية ضد أي قرارات أمريكية قد تُضر بالاقتصاد الأوروبي، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. ووسط تصاعد التوتر، حاول رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، تهدئة المخاوف، مشيرًا إلى أن تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية تضاف إلى سلسلة تحديات يُواجهها الاتحاد الأوروبي، مثل الهجرة غير الشرعية والحرب الروسية الأوكرانية، بينما شدد توسك، على ضرورة التحرك بحكمة وعدم الانجرار إلى ردود أفعال مُتسرعة قد تضر بالمصالح الأوروبية. وفي ظل هذه التهديدات، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام معضلة مُُعقدة، مع تزاي التساؤلات حول، هل يرد الاتحاد بحزم لحماية اقتصاده، أم يتجه إلى مسار أكثر دبلوماسية لتجنب تصعيد غير محسوب بعدما أصبحت الرسوم الجمركية سلاحًا اقتصاديًا يستخدم في الصراعات السياسية مع تهديدات ترامب الحمائية، ومع دخول أوروبا وأمريكا في هذه المواجهة، فإن تداعياتها قد تمتد إلى الاقتصاد العالمي بأسره... اقرأ أيضًا| أوروبا في سُبات اقتصادي.. وترامب على وشك إيقاظها بصدمة قاسية