بينما يواجه الاقتصاد العالمي تحديات غير مسبوقة، تبدو أوروبا وكأنها في سبات اقتصادي عميق، إلا أن هذا السكون قد لا يستمر طويلا، خاصة مع التحولات الاقتصادية الجذرية التي قد يُحدثها دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساحة مجددًا. فمع سياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب التي تركز على التحرير الاقتصادي، قد يكون هذا هو الزلزال الذي يحتاجه الاقتصاد الأوروبي للاستفاقة.. وبينما كانت أوروبا تعتبر نفسها نموذجًا للاستقرار الاقتصادي، تبدو الآن أمام تحديات كبيرة قد تساهم في إعادة تشكيل معادلات القوة الاقتصادية العالمية، حاصةً بعد تنصيب ترامب رسميًا وتوليه سلطة الرئاسة الأمريكية. اقرأ أيضًا| في لعبة الرسوم الجمركية| أوروبا تناور بسياسة العصا والجزرة ضد ترامب وترامب، الذي يعرف بتحركاته الُمفاجئة وتوجهاته الاقتصادية المثيرة للجدل، قد يغير بشكل جذري وجهة الاقتصاد الأوروبي الذي اعتمد على سياسات أكثر تحفظًا، في الوقت الذي كان يتخوف فيه الأوروبيون من التوسع الاقتصادي المدعوم من الولاياتالمتحدة تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، يبدو أن ترامب على وشك أن يواجههم بنموذج أكثر تحررًا قد يؤثر على تدفقات الاستثمارات والشركات عبر الأطلسي، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="400" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/IXRAS7bsdaQ" title="ترامب يرفع "عصا الجمارك" لحماية الدولار" width="600" ◄الاقتصاد الأوروبي في مواجهة تحولات جديدة وفي ظل التوترات الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة، تجد أوروبا نفسها مستعدة لمواجهة خصم قد لا يكون موجودًا كما تتصور، فبدلاً من القلق من سخاء الحكومة الأمريكية الذي كان يقدمه بايدن سابقًا، أصبحت أوروبا تشعر بتهديد أكبر، وهو تحرير جذري للنموذج الأمريكي في الاقتصاد الأوروبي قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة بالكامل. ولسنوات، آمنت أوروبا أن الرخاء الأمريكي مستمد من الأسواق الحرة والشجاعة الريادية، على غرار ذلك، أشارت الخبيرة الاقتصادية الأمريكية، ماريانا مازوكاتو في كتابها "الدولة الريادية"، إلى أن العديد من الابتكارات والمشاريع الاقتصادية الكبرى الأمريكية كانت مدعومة بالاستثمارات الحكومية، ما غير النظرة الأوروبية حول الاقتصاد الأوروبي والنموذج الأمريكي. كما جاء قانون خفض التضخم الذي أصدره جو بايدن ليفجر قلقًا في أوروبا، فقد اعتبرت دول الاتحاد الأوروبي أنه محاولة لسرقة الاستثمار من أسواقها، لكن مع مرور الوقن، بدأ الاتحاد الأوروبي يركز بشكل أكبر على السياسة الصناعية التي تقودها الحكومة على غرار النموذج الأمريكي. اقرأ أيضًا| نواب الاتحاد الأوروبي من اليسار واليمين يحاولون كسب ود ترامب ◄تأثير السياسة الأمريكية على الاقتصاد الأوروبي بينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى استعادة استراتيجياته الصناعية، هناك تحول أكبر على الأفق، التحول نحو "الرأسمالية الوطنية"، هذه الفلسفة الجديدة ترفض تدخل الدولة في الاقتصاد وتعتمد على القوى السوقية بشكل أكبر، ومع تراجع الاقتصاد الأوروبي عن سياسات الدعم التقليدية، تبدو أوروبا متأخرة عن مواكبة هذا التحول. كما لا تبدو الرسوم الجمركية التي تهدد الولاياتالمتحدة بتطبيقها مجرّد أداة تجارية فحسب.. بل هي محاولة لإعادة ضبط قواعد اللعبة الاقتصادية بعد تنصيب ترامب، ووفقًا لهذه السياسات، يسعى دونالد ترامب لعزل بلاده وتفعيل عملية تحرير جذرية في الداخل، الأمر الذي يغير من التوازن الاقتصادي في الاقتصاد الأوروبي ويمهد الطريق لتحولات غير متوقعة حول الاقتصاد العالمي بأسره. وبعيدًا عن التركيز على خفض الضرائب، يخطط ترامب في ولايته لإلغاء دعم الطاقة الخضراء والمركبات الكهربائية، حيث تهدد هذه السياسة بنسف بعض جوانب قانون خفض التضخم، وتهدد بتوسيع منافسة الوقود الأحفوري، الذي كان مهمشًا لسنوات. ووفقًا لصحيفة «بوليتيكو»، فإن تصريحات دونالد ترامب أيضًا عن البنوك المدعومة حكوميًا تشير إلى عصر جديد في السياسة المالية، لاسيما مع استكشافه لاحتياطي البيتكوين، قد تكون هذه البداية لنهاية سيطرة البنوك المركزية على الأسواق الاقتصادية، حيث إنه يدعو إلى تحولات من الحماية الاقتصادية الجزئية إلى سياسة شاملة تتعدى الولاياتالمتحدة وأن هذه التحولات الاقتصادية إن كانت تؤثر في الداخل الأمريكي، فإن رؤيته لا تستبعد أن يكون لها أيضًا تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد الأوروبي بأكمله. اقرأ أيضًا| فقاعة سياسية أم قنبلة قانونية؟| خبراء يحذرون من تداعيات عملات ترامب الميمية