أعلن الجيش التنزاني، اليوم الأحد 2 فبراير، مقتل اثنين من جنوده في الأيام العشرة الأخيرة في اشتباكات يشهدها شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. الهجوم الذي تشّنه حركة "ام23" المسلّحة المدعومة من رواندا والتي سيطرت على مدينة جوما متعهّدة مواصلة الزحف إلى العاصمة كينشاسا، يثير قلق مراقبين دوليين. يعد الهجوم أحدث تصعيد تشهده المنطقة الغنية بالمعادن والتي تعاني منذ عقود من نزاعات مسلّحة بسبب عشرات الجماعات المتمرّدة الناشطة فيها. وعناصر قوات الدفاع الشعبية التنزانية (الجيش التنزاني) منتشرون في إطار بعثة "مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية"، التكتل الإقليمي الناشط في شرق الكونغو. وقال المتحدث غاودنتيوس إيلوندا "بعد سلسلة هجمات في منطقتي ساكي وغوما نفّذها متمردو إم23 في الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2025 و28 منه، خسرت قوات الدفاع الشعبية التنزانية اثنين من جنودها". وأكد إصابة أربعة جنود يتلقّون حاليا العلاج في غوما. وقال إيلوندا إن الوحدات المتبقية "تواصل تنفيذ مهامها بتوجيه من مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية"، لافتا إلى أن الاستعدادات جارية لإعادة جثماني الجنديين التنزانيين إلى الوطن. إلى الآن قُتل 13 جنديًا من جنوب أفريقيا وثلاثة من ملاوي ومواطن من أورجواي في الاشتباكات الدائرة في الكونغو الديمقراطية. في وقت سابق من الأسبوع الحالي، دعت مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية إلى قمة مشتركة حول الأزمة مع مجموعة شرق إفريقيا، التكتل الذي يضم 80 بلدا. والأحد، أعلنت رواندا أنها ترحّب بعقد اجتماع كهذا، موجّهة انتقادات إلى انخراط مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية في الكونغو الديموقراطية. لم تقرّ رواندا يوما بانخراطها عسكريا دعما ل"إم23"، إلا أن تقرير خبير أممي صدر في تموز/يوليو الماضي أشار إلى أن البلاد تنشر نحو أربعة آلاف عنصر في شرق الكونغو الديموقراطية، واتّهم كيغالي بأنها تسيطر "بحكم الأمر الواقع" على الحركة المتمرّدة. وتقول رواندا إن الكونغو الديموقراطية تدعم القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلّحة أسسها قادة سابقون من الهوتو ارتكبوا مجازر بحق التوتسي إبان الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في العام 1994.