مع دخول روبوت الدردشة الصيني ديب سيك إلى ساحة الهيمنة التكنولوجية، بات العالم أمام «لحظة سبوتنيك» جديدة، بعدما شعرت الشركات الأمريكية بوصول منافس قد يغير مشهد الابتكار العالمي تمامًا. ◄لحظة سبوتنيك جديدة.. هل تتكرر الصدمة الأمريكية؟ وخلال الأسبوع الماضي، أطلقت شركة «ديب سيك» الصينية، مُساعدًا مجانيًا تدعي أنه يستخدم بيانات أقل وكذلك بتكلفة أقل بكثير مقارنة بنماذج اللاعبين التقليديين بساحة تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يعتبر نقطة تحول في حجم الاستثمارات المطلوبة للذكاء الاصطناعي. اقرأ أيضًا| «ديب سييك -DeepSeek» تطبيق جديد يقلب موازين الذكاء الاصطناعي وصف المستثمر الأمريكي مارك أندريسن، نموذج «DeepSeek R1» بأنه لحظة «سبوتنيك» الخاصة بالذكاء الاصطناعي، في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفيتي للقمر الصناعي «سبوتنيك»، الذي دشّن سباق الفضاء في أواخر الخمسينيات. ففي عام 1957، أثار إطلاق الاتحاد السوفييتي لقمر سبوتنيك صدمة في الولاياتالمتحدة، وأجبرها على إعادة تقييم موقعها في سباق الفضاء، واليوم، بعد ظهور روبوت الدردشة الصيني ديب سيك، يتكرر المشهد، الذي قد يغير قواعد اللعبة التكنولوجية، خاصة إذا أثبت الأخير قدرته على مجاراة، أو حتى تجاوز النماذج الغربية مثل ChatGPT. إلا أن البعض يُشكك في قدرة الشركة الصينية الناشئة على تحقيق ما أنفقت عليه شركات أمريكية مليارات الدولارات، لكن حتى لو لم يكن «ديب سيك» على المستوى المطلوب، فإن التهديد بات واضحًا للهيمنة الأمريكية بعالم التكنولوجيا، ما يوضح ن سباق الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر شراسة من سباق الفضاء، خاصة مع التفوق الاقتصادي الذي تمتلكه بكين مقارنةً بالاتحاد السوفييتي سابقًا، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. وفي عام 2023، سجلت الصين عددًا من براءات الاختراع يفوق ما سجله بقية العالم مجتمعًا، كما تخرج جامعاتها أكثر من 6000 طالب دكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات شهريًا، أي ضعف عدد خريجي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتشير الصحيفة البريطانية ذاتها، إلى أن هذه الأرقام تدل على أن ظهور تقنيات مثل «ديب سيك» ليس صدفة، بل نتيجة استثمار منهجي في الابتكار. اقرأ أيضًا| خبير سيبراني يشكك فى تكاليف DeepSeek ◄من الذكاء الاصطناعي إلى السيارات الكهربائية لم تقتصر الهيمنة الصينية على الذكاء الاصطناعي، بل امتدت إلى قطاع السيارات الكهربائية، حيث أصبحت الصين أكبر مصدر للسيارات الكهربائية، مما دفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض تعريفات حمائية، كما أن تكلفة بطاريات الليثيوم أيون الصينية انخفضت إلى سُبع ما كانت عليه قبل عشر سنوات، الأمر الذي يجعل المنافسة الغربية أكثر صعوبة واحتدامًا، بحسب الصحيفة البريطانية ذاتها. ◄ماذا بعد ديب سيك؟.. سباق جديد نحو المستقبل لم يعد النموذج القديم الذي يعتمد على الصين كقاعدة تصنيع رخيصة مناسبًا لبكين، بدلاً من الاكتفاء بإنتاج الأحذية والألعاب، استثمرت الصين في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، مما أدى إلى ظهور مشاريع تقنية مثل «ديب سيك». وحيال ذلك، يبدو أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي باتت تتسارع، حيث قد أظهر «ديب سيك» الصيني قدرة على المنافسة مع الشركات الأمريكية العملاقة، وعلى الرغم من المخاوف المرتبطة بالخصوصية والأمن بشأن هذه التقنية التي تميزت بتكلفة أقل، يُطرح تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة في قطاع التكنولوجيا الأمريكي التي تكون بتكلفة أضخم. ◄الذكاء الاصطناعي في بريطانيا أما في بريطانيا، يطمح رئيس الوزراء، كير ستارمر إلى تحويل بلاده إلى "قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي"، في حين تسعى الصين لتحقيق التفوق في سباق الذكاء الاصطناعي، بتطوير ديب سيك واحتكارها لأسواق التكنولوجيا العالمية. لكن المملكة المتحدة ليست على ذات الخط التكنولوجي، حيث تفتقر بريطانيا إلى نفس القوة الاستراتيجية المتوفرة لدى الصين، ووفقًا للصحيفة البريطانية ذاتها، فإن بريطانيا لا يمكن أن تأمل في أن تصبح قوة تكنولوجية رائدة دون اتباع نموذج مشابه للصين، الذي يشمل استثمارًا ضخمًا في البحث والتطوير ودعمًا للدولة في المراحل الأولى للنمو. اقرأ أيضًا| ستوري بوت| «ديب سيك» يُعاكس «شات جي بي تي»: تهجير الفلسطينيين مرفوض أخلاقياً وقانونياً