تمثل السياحة الدينية أحد أهم المحاور التي تسعى الدولة المصرية إلى تنشيطها، ويأتي مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة كأحد المشروعات القومية الرائدة التي تسلط الضوء على مكانة مصر كوجهة للحج المسيحي. وفي هذا الإطار، تتبنى مؤسسات المجتمع المدني، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، استراتيجيات جديدة لدعم المشروع والترويج له، عبر إطلاق قوافل توعوية تهدف إلى إبراز الأهمية الدينية والسياحية لمسار العائلة المقدسة، محليًا وإقليميًا ودوليًا. ومن أبرز المبادرات التي تشهدها هذه الجهود، تنظيم نوادي الروتاري في مصر، بقيادة نادي روتاري مصر الجديدة برئاسة عصام الببلاوي، قوافل ترويجية وتوعوية للتعريف بمسار العائلة المقدسة ودوره كأحد أهم المشروعات السياحية والتنموية التي تحظى بدعم الدولة المصرية. أولًا: مسار العائلة المقدسة.. رحلة عبر الزمن 1- أهمية المسار دينيًا وتاريخيًا يمثل مسار العائلة المقدسة أحد أهم المعالم الدينية في العالم، حيث سارت العائلة المقدسة عبره خلال رحلتها في مصر، وهو ما جعله جزءًا أصيلًا من التراث المسيحي العالمي. يمتد المسار عبر 25 موقعًا أثريًا ودينيًا في عدد من المحافظات المصرية، بدءًا من شمال سيناء ووصولًا إلى أسيوط، مرورًا بالقاهرة والمنيا، مما يجعله أطول مسار للحج الديني المسيحي في العالم. اقرأ أيضا | اقتصادية و5 نجوم.. أسعار عمرة «الإسراء والمعراج» وأول شعبان 2- التطوير الحكومي للمسار حرصت الدولة المصرية على تنفيذ مشروع تطوير شامل لمسار العائلة المقدسة، يتضمن: - تطوير البنية التحتية، بما في ذلك تحسين الطرق والمنشآت السياحية. - ترميم الكنائس والأديرة الواقعة على طول المسار. - توفير الخدمات السياحية المتكاملة، مثل مراكز المعلومات والفنادق والمرشدين السياحيين. ثانيًا: دور القوافل التوعوية في الترويج للمسار 1- أهداف القوافل التوعوية تسعى القوافل التي تنظمها نوادي الروتاري بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار إلى: - رفع الوعي بأهمية المسار بين المواطنين والسياح. - تعزيز مكانة مصر كوجهة للحج الديني المسيحي عالميًا. -إشراك المجتمع المدني في دعم السياحة الدينية. - الترويج للمسار في الأسواق السياحية المستهدفة، وخاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. 2- آليات تنفيذ القوافل تشمل القوافل التوعوية العديد من الأنشطة، منها: - تنظيم جولات تعريفية للمسار بمشاركة خبراء في السياحة والآثار. - إعداد حملات إعلامية وإعلانية تستهدف تسويق المسار عالميًا. - إقامة ندوات تثقيفية لشرح التاريخ الديني للمسار وأهميته السياحية. - تقديم برامج تدريبية للمرشدين السياحيين لضمان تقديم معلومات دقيقة للزوار. ثالثًا: التعاون بين الدولة والمجتمع المدني لتنشيط السياحة الدينية 1- الشراكة بين وزارة السياحة والجهات المعنية تحظى القوافل التوعوية بدعم مباشر من وزارة السياحة والآثار، التي تعمل على توفير الكوادر المتخصصة في الإرشاد السياحي، بالإضافة إلى دعم المبادرات التي تروج للمسار عبر المعارض والمؤتمرات الدولية. 2- دور القطاع الخاص في دعم المشروع تسعى الحكومة إلى إشراك القطاع الخاص في تطوير الخدمات السياحية على طول المسار، من خلال: - إقامة فنادق ومناطق خدمات سياحية. - تنظيم برامج رحلات متخصصة للمسار. - توفير وسائل نقل مريحة ومتطورة لزوار المسار. رابعًا: التأثير الاقتصادي والسياحي لمسار العائلة المقدسة 1- زيادة معدلات السياحة الدينية من المتوقع أن يسهم المشروع في زيادة عدد السياح الوافدين إلى مصر، خاصة من الدول التي تهتم بالحج المسيحي، مثل: - إيطاليا واليونان، نظرًا للعلاقات التاريخية مع الكنيسة القبطية. - دول أمريكا اللاتينية، التي تمتلك مجتمعات مسيحية كبيرة مهتمة بالسياحة الدينية. 2- توفير فرص عمل جديدة يساهم تطوير المسار في خلق فرص عمل في مجالات متعددة، مثل: - المرشدين السياحيين المتخصصين في السياحة الدينية. - العاملين في قطاع الفندقة والخدمات السياحية. - المتخصصين في الترويج الرقمي للسياحة المصرية. خامسًا: التحديات التي تواجه المشروع وسبل التغلب عليها 1- تحديات لوجستية وبنية تحتية تتمثل أبرز التحديات في: - تحسين المرافق السياحية على طول المسار. - توفير وسائل نقل حديثة تناسب السياح الأجانب. - ضمان استدامة عمليات الترميم والتطوير. 2- أهمية الدعم الإعلامي الدولي يتطلب الترويج للمسار جهودًا إعلامية مكثفة، مثل: - إشراك وسائل الإعلام العالمية في تغطية المشروع. - التعاون مع منصات السياحة الدينية العالمية. - إنتاج أفلام وثائقية تبرز أهمية المسار. تشكل القوافل التوعوية والترويجية لمسار العائلة المقدسة خطوة هامة نحو تعزيز مكانة مصر كوجهة عالمية للحج الديني المسيحي، حيث تعمل على زيادة الوعي بأهمية المسار، وإشراك المجتمع المدني في دعمه، بالإضافة إلى استقطاب المزيد من السياح من الأسواق المستهدفة. وبفضل التعاون بين الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية، يُتوقع أن يصبح مسار العائلة المقدسة أحد أعمدة السياحة الدينية في مصر، مما يعزز الاقتصاد الوطني، ويدعم صورة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية الدينية في العالم.