مع الأيام الأولى للدورة 56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذي انطلق في 23 يناير الجارى ويختتم فعالياته في 5 فبراير المقبل، ظهر الإقبال الجماهيري الواسع كطابع يميز المشهد الثقافى الأكبر في العالم العربي، إذ تحولت صالات المعرض إلى كرنفال ثقافي مبهج بصور من مختلف الأجيال والجنسيات وهى تتنقل بين أجنحة المعرض المختلفة، واللافت هو الحضور الواضح للأجيال الأصغر من النشء والمراهقين والشباب من الجنسين الذين تصدروا الحضور فى معرض الكتاب، في رسالة بأنهم يتسلحون للمستقبل بالمعرفة. ◄ 845 ألف زائر في أول يومين من فتح أبواب المعرض للجمهور وأعلنت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، أن المعرض قد سجل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، يوم السبت الماضى (25 يناير)، بلغ 445 ألفا و29 زائرًا، بينما بلغ عدد الحضور فى أول أيام إتاحة المعرض للزوار الجمعة (24 يناير)، 400 ألف و942 زائرا، ليصل إجمالى الزوار فى أول يومين من فتح أبواب المعرض للجمهور 845 ألفا و971 زائرا. وأشاد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، فى تصريح له، بمستوى الإقبال الجماهيرى، وحرص الأسرة المصرية على حضور الفعاليات بهذه القوة التى سجلتها الإحصائيات اليومية لعدد الزائرين، وهو بالطبع مشهد حضارى يعكس وعى المصريين وحرصهم على أن يكونوا جزءًا من هذا الحدث السنوى المتفرد، مؤكدًا مواصلة الجهود لتحقيق حالة متميزة من الزخم الثقافى والفكرى والفنى للفعاليات، تسهم فى تحقيق أهداف الدولة المصرية لبناء الإنسان. الحضور الكبير كان بطله الأول الأجيال الأصغر سنا، فى مشهد يعكس الأمل فى مستقبل أفضل، مع إقبال الشباب الأصغر والأطفال الذين حضروا مع ذويهم على مختلف صالات المعرض وعدم الاكتفاء بصالة خمسة المخصصة لكتاب الطفل، فالأجيال الشابة صنعت معظم لحظات الأيام الأولى من المعرض سواء بالتفاعل مع العروض الفنية والثقافية المنظمة على هامش المعرض، أو الإقبال على الأجنحة المختلفة للكتب مع بحثهم الدقيق عن النوعية التى يفضلونها من الكتب، وسط تنافس محمود من دور النشر المختلفة لتقديم عروض قوية وتخفيضات كبيرة على الكتب لجذب أكبر قدر من شريحة الزائرين لاقتناء الكتب. المنافسة على جذب جمهور المعرض شهدت معركة حامية هذا العام نتيجتها فى صالح القارئ، ما بين دور النشر الحكومية التى تقدم الكتب بأسعار أقل من بقية دور النشر الخاصة المصرية والعربية، وسور الأزبكية والذى يضم باعة الكتب القديمة والمستعملة، خصوصا أن السور نقل هذا العام من مكانه الجانبى فى صالة أربعة إلى صالة منفصلة جديدة حملت رقم ستة، مما أدى لزيادة مساحة عارضى الكتب القديمة الأمر الذى صب فى مصلحة القارئ الذى أقبل على أجنحة وزارة الثقافة المختلفة وفى مقدمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهيئة قصور الثقافة، وكذلك أجنحة سور الأزبكية، ليتنافس الفريقان على المرتبة الأول فى الإقبال الجماهيرى فى المعرض خلال الأيام الأولى. وانطلقت الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الخميس 23 يناير الجارى، وتستمر فعالياته حتى 5 فبراير المقبل، وسط استعدادات رسمية على أعلى مستوى وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لخروج دورة المعرض بشكل يليق بسمعته كأحد أكبر وأهم المعارض العربية والعالمية، وترفع دورة معرض القاهرة الحالية شعار «اقرأ.. فى البدء كان الكلمة»، كما اختيرت سلطنة عمان ضيف شرف الدورة، كما اختير اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصرى، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول؛ شخصية معرض كتاب الطفل. في غضون ذلك، شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، انطلاق تطبيق «كتاب» تزامنًا مع انطلاق فعاليات الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بحضور عدد من القيادات الثقافية والتكنولوجية، وثمن وزير الثقافة التعاون المثمر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذى أسفر عن توفير البنية التحتية التقنية اللازمة لإنجاح المشروع، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس تكامل الجهود الحكومية لتطوير القطاع الثقافى باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة. وأكد أن الكتاب الإلكترونى سيسهم فى تعزيز التفاعل الثقافى بين مصر والعالم، من خلال توفير محتوى رقمى يمكن الوصول إليه عالميًا. ويُعد تطبيق «كتاب» مبادرة ثقافية حديثة تهدف إلى توفير محتوى ثقافى ومعرفى واسع عبر منصات رقمية، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى الكتب بسهولة فى مختلف المجالات. ويأتى المشروع نتيجة للتعاون المشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الثقافة فى خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الثقافة الرقمية فى مصر وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومن خلال إنشاء حساب جديد عبر التطبيق، يمكن للقارئ تصفح الكتب الإلكترونية بطريقة مرنة على أجهزة الهواتف المحمولة، وإنشاء مكتبة مفضلة مع إمكانية تدوين الملاحظات وتجميعها، وتمييز الكلمات، وإضافة العلامات المرجعية، والبحث عن الكلمات فى محرك البحث جوجل أو ويكيبيديا، كما يمكن للقارئ قراءة الكتب أون لاين أو تحميل الكتب للقراءة دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. ◄ اقرأ أيضًا | جناح سور الأزبكية.. أرخص الكتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 وأكد وزير الثقافة، أن المشروع يأتي في ظل التحول الرقمى السريع الذى يشهده العالم، موضحًا أن التطبيق يسعى إلى تسهيل الوصول إلى الكتب والمحتوى الثقافى من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية، وأشار إلى أن التطبيق يضم مكتبة رقمية ضخمة تحتوى مجموعة متنوعة من الكتب فى مختلف مجالات المعرفة، من إصدارات قطاعات النشر بوزارة الثقافة، مما يتيح للمواطنين الاستفادة من محتوى ثقافى متنوع ومتجدد، وأضاف: «نسعى من خلال تطبيق (كتاب) إلى تقديم منصة تُمكّن المواطنين من الوصول إلى المعرفة بسهولة وفاعلية، حيث يعد التطبيق خطوة محورية نحو تعزيز الثقافة الرقمية، وتشجيع القراءة، وبناء جسور جديدة بين الكتاب والقارئ». بدوره قال وزير الاتصالات، إن إطلاق تطبيق الكتاب يأتى فى ضوء تحقيق رؤية مشتركة بين وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة لدمج ومزج الثقافة العريقة والمعارف التى تزخر بها المكتبة المصرية مع التكنولوجيا الحديثة، عن طريق إتاحة هذه المعارف لمختلف المثقفين والباحثين والقراء من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات؛ مشيرًا إلى أن تطبيق كتاب هو مكتبة رقمية متاحة للجميع مجانًا، وبدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ شهور في بناء تطبيق يوفر تجربة استخدام سهلة وبسيطة وميسرة وبها كل الخصائص الحديثة فى برامج القراءة وتناول المعرفة. وأوضح الدكتور عمرو طلعت أنه في الإصدار الثاني سيكون هناك الكتاب المسموع لمن يرغب في سماع الكتاب بدلا من قراءته، كما يتم العمل أيضا على تطبيق مماثل للمكتبة الموسيقية المصرية، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي فى ترجمة المزيد من الكتب التى تضطلع وزارة الثقافة بترجمتها وإتاحتها للباحثين المصريين والعرب وهى كلها خطوات نحو إتاحة المزيد من المعارف والثقافات للمصريين والعرب بشكل عام بالتعاون بين الوزارتين.