في ذكرى رحيل الفنان الكبير عماد حمدي، رمز من رموز السينما المصرية والفن الجميل، الذي ترك بصمة لا تُمحى من شاشة الفن المصري والعربي. عماد حمدي ليس مجرد ممثل، بل حالة فنية صنعت تاريخًا من الحب والرومانسية والدراما التي عاشها الجمهور معه على مدار عقود. النشأة والبدايات وُلد عماد حمدي في 25 نوفمبر 1909 بمحافظة سوهاج، وانتقل مع عائلته إلى القاهرة في سن صغيرة. تخرج في مدرسة التجارة العليا، وتعلم فنون الإلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر. وعمل في بداية حياته موظفًا في المستشفى العسكري، ثم التحق باستوديو مصر كمسؤول عن قسم الدوبلاج، وهناك بدأ يقترب من عالم السينما، حيث كان يهوى التمثيل منذ الصغر، لكن خجله الشديد حال دون انطلاقه المبكر. أعماله وأدواره الخالدة عماد حمدي كان وجه الرومانسية الأول، حيث قدم أدوار العاشق المثالي والرجل الذي يجسد ملامح القوة والحنان في آن واحد. من أبرز أفلامه: "حياة أو موت": الذي قدم فيه دور الأب المكافح في رحلة لإنقاذ حياة ابنته. "الخطايا": حيث جسد ببراعة الصراع بين الأبوة والفضيلة. "إني راحلة": والذي أصبح علامة فارقة في الرومانسية. "بين الأطلال": الذي عُدّ من أيقونات الدراما العاطفية في تاريخ السينما. عماد حمدي شارك في أكثر من 300 فيلم، وكان شريكًا رئيسيًا في نجاح الكثير من الأعمال التي خلّدت اسمه بين عمالقة الفن. حياته الشخصية والمواقف المؤثرة تزوج عماد حمدي ثلاث مرات، من بينهم الفنانة شادية التي شكلت معه ثنائيًا فنيًا لامعًا، ثم الفنانة نادية الجندي. لكن حياته الشخصية لم تخلُ من العواصف، حيث مرّ بصعوبات عاطفية ومادية في سنواته الأخيرة. الرحيل الحزين ودّع عماد حمدي العالم في 28 يناير 1984، بعد أن عانى من الوحدة والمرض في سنواته الأخيرة. ورغم رحيله، فإن إرثه الفني يظل خالدًا في قلوب عشاق الفن، فقد علّمنا عماد حمدي أن الحب والرومانسية ليستا مجرد كلمات، بل مشاعر صادقة تعيش على الشاشة إلى الأبد. في ذكرى رحيله، نُحيي هذا الفنان العظيم الذي جعلنا نعيش الحب بكل تفاصيله، وأثبت أن الفن الحقيقي لا يموت أبدًا.